ما بين المشاريع الامريكية والتنفيذ الصهيوني يتأرجح لبنان في التهديدات والاعتداءات|مع المراسلين

الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 - 14:52 بتوقيت غرينتش

تشهد الساحة اللبنانية حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا باتجاه بيروت، يُسوَّق له ظاهريًا على أنه يهدف إلى تثبيت الاستقرار الأمني، إلا أن ترجمته العملية تبقى مرهونة بالموقف الإسرائيلي ووقف الاعتداءات المتواصلة على الأراضي اللبنانية، في ظل مشاريع أمريكية أوسع تسعى إلى إعادة رسم خرائط المنطقة وتوسيع نفوذ الكيان المحتل

خاص الكوثر _ مع المراسلين

وتأتي هذه التحركات في سياق السياسة الأمريكية التي برزت بشكل واضح منذ الولاية الأولى للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي شملت الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ما اعتُبر مؤشراً على توجه أمريكي لتغيير الواقع الجغرافي والسياسي القائم، متجاوزًا اتفاقيات سايكس بيكو إلى ما هو أخطر منها.

ويرى مراقبون أن هذه المشاريع لن تمر بسهولة، في ظل وجود قوى إقليمية ومحلية قادرة على الوقوف في وجه أي مخطط أمريكي يستهدف المنطقة، مؤكدين أن ما تسعى إليه واشنطن لن يجد طريقه إلى التنفيذ كما هو مخطط له.وعلى الصعيد الداخلي، تحاول بعض الأطراف السياسية اللبنانية المرتبطة بالسياسات الأمريكية استثمار الانتخابات النيابية المقبلة لتغيير موازين القوى الداخلية، في مواجهة بيئة المقاومة التي تحمل، وفق هذه الرؤية، مشروعًا واضح الأهداف والمسار. وفي المقابل، يُسجل حديث عن مساعٍ لتأجيل الانتخابات في ظل الظروف الراهنة.

وفي الميدان، يسود لبنان حالة من الترقب والحذر، في ظل ما يُوصف بمهلة أمريكية غير معلنة وُجهت إلى بيروت، حملها جميع الموفدين الدوليين الذين زاروا البلاد مؤخرًا، وسط تساؤلات حول احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية جديدة، خاصة في ظل كثرة المتغيرات الإقليمية.وبينما تبقى كل الاحتمالات واردة، تؤكد التقديرات أن على لبنان الاستعداد للأسوأ في ظل سلوك العدو الإسرائيلي، الذي يواصل اعتداءاته على القرى والبلدات الجنوبية، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة فوق أجواء الجنوب، دون أي رادع أو محاسبة دولية