خاص الكوثر - جسور الأدب
وكان بعض الناس قد علموا بالدعوة الجديدة وما فيها من أخبار هذا الدين الذي ظهر بالحجاز والذي ساوى بين الناس كافة وأخرج أهله من الظلمات إلى النور ولا فرق فيه بين عربي وأعجمي ولا فضلا الأبيض على الأسود إلا بالتقوى. فدخلوا الإسلام طوعا هو أصبح بعد ذلك فتح المدائن عاصمة الساسانيين سهلا يسيرا.
توالى الفتح بعدها إلى نهاوند سنة إحدى وعشرين للهجرة وعرف الحدث بفتح الفتوح لأن كانت المعركة الفاصلة التي حقق المسلمون فيها فتح بلاد فارس وتم إخضاعها على يد المسلمين.
تعود أسباب انهيار الدولة الساسانية إلى الفتح الإسلامي ودخول المسلمين إلى فارس بأقل خسارة لأن معظم الفرس الذين كانوا يمثلون الجيش الساساني من الطبقة الكادحة والتي كانت متذمرة من الوضع الذي آلت إليه فارس في حكم الساسانيين.
إقرأ أيضاً:
حيث أنهم سمعوا عن سماح الإسلام الذي ظهر في الجزيرة العربية والذي يدعو إلى الاختيار فيما يتعلق بالدخول فيه بين الاعتناق أو دفع الجزية وسماحته في الأسرى ومعاملاتهم كغيرهم من المسلمين وأخوته التي فاقت غيرها والمعاملة الحسنة التي يتعامل بها المسلمون.
هذه العوامل وغيرها هي التي دفعت الفرس إلى قبول الدين الجديد والاعتراف به، وسرعان ما أصبحت الهجرة إلى الجزيرة العربية أفواجا وأشرقت وجوه الوافدين من الفرس إلى الجزيرة العربية واختلط الجميع كعائلة واحد وحدة وأصبح الكل يدينون بالإسلام ويتطلعون إلى ما جاء به لينهلوا من معينه.
وكان أشهرهم الصحابي الجليل سلمان الفارسي المحمدي الذي جاء من مدينة إصبهان فهاجر إلى المدينة المنورة و آمن برسالة الإسلام. و أقبل الفرس على تعلم اللغة العربية باعتبارها لغة هذا الدين ولغة القرآن العظيم ولغة أهل الجنة وإنها المفتاح لمعرفة كنزه والاهتداء إليها.