الكيان الصهيوني وسوريا: من الردع إلى التمدد الإقليمي | قضية ساخنة

الأربعاء 24 ديسمبر 2025 - 05:03 بتوقيت غرينتش

ناقش الكاتب والمحلل السياسي يحيى حرب التطورات الإقليمية الأخيرة، معتبرين أن الكيان الصهيوني بات يروّج لنفسه كصاحب دور حاسم في ما جرى في سوريا، مستندًا إلى تحولات ميدانية وسياسية أعقبت سقوط النظام، وما نتج عنها من اختلال في موازين الردع في المنطقة.

خاص الكوثر - قضية ساخنة

يرى يحيى حرب أن ما يقوم به الكيان الصهيوني لا يمكن اعتباره تحركات تكتيكية محدودة، بل هو فعل استراتيجي واسع الأبعاد، يستوجب من دول المنطقة التعامل معه بجدية عالية. فالتطورات الإقليمية، لا سيما على الصعيد الميداني، منحت الكيان أفضلية سياسية وعسكرية، سمحت له بادعاء تحقيق إنجازات تفتح المجال أمامه للتوسع خارج نطاق حدوده التقليدية، وصولًا إلى ساحات بعيدة مثل سوريا، وربما أبعد من ذلك.

إقرأ أيضاً:

ويشير المحلل السياسي إلى أن المزاعم الصهيونية بشأن الدور الحاسم في إسقاط النظام السوري تعكس حجم التحول الذي طرأ على موقع سوريا الإقليمي. فالدولة التي كانت تُعد ركيزة أساسية في معادلات القوة والردع، تحولت بعد سقوط النظام إلى ساحة مفتوحة لصراعات القوى الإقليمية والدولية. هذا التحول أتاح للكيان الصهيوني الانتقال من موقع الردع الحذر على حدود الجولان السوري المحتل إلى حالة من الانفلات الميداني، تمثلت في احتلال مزيد من الأراضي السورية وفرض وقائع جديدة.

وتابع يحيى حرب أن الأخطر، هو أن الكيان لم يعد يكتفي بالتمدد العسكري، بل بات يتدخل في تحديد طبيعة النظام السياسي في سوريا، ويهدد بتوسيع نطاق تدخله ليشمل مناطق متعددة مثل السويداء، والشمال الشرقي، وحتى الساحل السوري، بحسب ما تتداوله بعض الأنباء. هذا المسار يعكس، مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي عنوانها غياب الدولة المركزية وصعود منطق الفرض بالقوة.