دور مؤتمر التقريب في توحيد الصف الإسلامي| لقاء خاص

الخميس 6 نوفمبر 2025 - 06:07 بتوقيت غرينتش

أكد الشيخ الدكتور زهير عثمان الجعيد أن انعقاد مؤتمر التقريب في دورته التاسعة والثلاثين يحمل دلالات كبيرة تعكس إصرار الأمة على تعزيز وحدتها في وجه محاولات التفريق التي تستهدفها منذ عقود طويلة، مشيرًا إلى أن جذور هذه المخططات تعود إلى مرحلة الاستعمار الغربي واتفاقية سايكس بيكو التي مزقت العالم الإسلامي وكرّست سياسة "فرّق تسد" بين شعوبه ومذاهبه.

خاص الكوثر - لقاء خاص

قال الشيخ الجعيد:  من هنا جاءت أهمية مؤتمر ومجمع التقريب، فهو الإطار الذي يجمع العلماء والمفكرين من مختلف المذاهب والبلدان الإسلامية تحت سقفٍ واحد، ليتعارفوا ويتحاوروا. ففي الظروف العادية، لا يسافر العالم السني إلى بلدٍ آخر ليلتقي بعالمٍ شيعي، ولا يتحمّل تكاليف السفر لمجرد التواصل العلمي، لكن في مثل هذه المؤتمرات تُتاح الفرصة للّقاء والتفاهم.

واكمل : أتذكر أنّ الأعداد في السنوات السابقة كانت تصل إلى أكثر من ألف عالم من السنّة والشيعة وباقي الطوائف، وكان مجرد اللقاء كفيلًا بكسر الحواجز. حتى إنّ الابتسامة المتبادلة، التي حثّ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «تبسّمك في وجه أخيك صدقة»، كانت تُمهّد لعلاقاتٍ إنسانيةٍ وفكريةٍ جديدة، وتفتح باب التعارف الحقيقي بين أبناء الأمة.

اقرأ ايضاً

وتابع فضيلة  الشيخ : فكثيرًا ما كان السنّي لا يقرأ فكر الشيعة إلا من خلال ما كُتب عنهم، لا من كتبهم الأصلية، وكذلك الشيعة تجاه السنّة، فينشأ سوء الفهم والابتعاد. أمّا في هذه اللقاءات، فقد تعرّفنا عن قرب، ووجدنا أنّ ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا، وأنّ لا فرق بين سنّي وشيعي في جوهر الإيمان والولاء للإسلام.

لقد بدأ مجمع التقريب في بداياته فكريًا وثقافيًا، ثم تطوّر ليأخذ بُعدًا سياسيًا مع تغيّر الأحداث. واليوم، في هذه الدورة، يختلف الوضع تمامًا عمّا كان في السنوات الماضية، لأنّ الأمة تواجه تحدياتٍ مصيرية. فبعد طوفان الأقصى، تغيّر وجه المنطقة، والمجازر في غزة مستمرة، ولبنان يعيش مرحلة دقيقة بعد استشهاد أحد أبرز رموز محور المقاومة، سماحة السيد حسن نصر الله، الذي كان بخطابه وحضوره وروحه يمثل نصف المعركة في مواجهة العدو.

وختم الشيخ زهير الجعيد : إننا اليوم نعيش مرحلةً حساسةً، تحتاج إلى وعيٍ ووحدةٍ أكثر من أي وقتٍ مضى، فمؤتمر التقريب لم يعد مجرد لقاءٍ فكري، بل أصبح ساحةً لتجديد العهد بالوحدة الإسلامية، ولمواجهة المشروع الصهيوني والاستعماري الذي لا يزال يسعى لتقسيمنا وتمزيق صفوفنا.