الكوثر_مقابلات
مشدّدًا على أنه حذّر مبكرًا من الدور الوظيفي للجماعات التكفيرية المرتبطة بالمشروع الأمريكي-الصهيوني، وأن دعمه الاستراتيجي لمحور المقاومة أسّس لمعادلات ما تزال تتحكم بمسار الصراع في المنطقة حتى اليوم.
أكد القيادي في حركة أنصار الله أن تحرك الشهيد القائد "قاسم سليماني" لم يكن تحركًا سياسيًا أو عسكريًا مجردًا، بل انطلق من إيمان عميق بالمسؤولية الشرعية والجهادية تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.وأوضح الدكتور الأسد أن الشهيد "سليماني" كان يرى أن نصرة الشعب الفلسطيني واجب ديني وأخلاقي وإنساني، وليس مجرد موقف سياسي، وأن الوقوف إلى جانب شعوب المنطقة المظلومة يُمثل ترجمة عملية لقيم القرآن الكريم والجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين.
اقرا ايضا:
وأشار إلى أن هذا البعد الإيماني هو ما جعل الشهيد "سليماني" حاضرًا في ساحات العراق وسوريا ولبنان، لا بصفته قائدًا يبحث عن نفوذ، بل مجاهدًا في سبيل الله يحمل همّ الأمة، ويعتبر الدفاع عن المستضعفين جزءًا لا يتجزأ من تكليفه الشرعي.وفي تقييمه لرؤية الشهيد "سليماني" تجاه الجماعات الإرهابية، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله أن التطورات الجارية اليوم في الساحة السورية تثبت صحة الرؤية الاستراتيجية والإيمانية التي كان يحملها الشهيد.
فقد حذّر مبكرًا من خطر الجماعات التكفيرية الإرهابية، موضحًا أنها ليست حركات احتجاج أو قوى ثورية تسعى للتغيير البنّاء، بل أدوات وظيفية مرتبطة مباشرة بالمشروع الأمريكي-الصهيوني.وبيّن الدكتور "حزام الأسد" أن الهدف الحقيقي لتلك الجماعات كان ضرب القضية الفلسطينية، وإضعاف مقاومتها، وحرف بوصلة العداء نحو الداخل العربي والإسلامي، إضافة إلى إضعاف وتفكيك الدول، واستنزاف الجيوش ومقدرات الشعوب، وفتح الجغرافيا العربية والإسلامية أمام التوغل الصهيوني والهيمنة الأمريكية.وأضاف أن ما تشهده سوريا اليوم من استباحة للأرض واعتداءات صهيونية متواصلة دون رادع، هو نتيجة طبيعية لإضعاف الدولة السورية عبر تلك الجماعات، مؤكدًا أن الشهيد "سليماني" أدرك مبكرًا أن إسقاط الدولة السورية أو إنهاكها يعني فتح خاصرة الأمة أمام الكيان الصهيوني، وهو ما يتجلى اليوم بوضوح مؤلم.وعن التوجه الأخلاقي والإنساني للشهيد "سليماني" في نصرة شعوب المنطقة، أوضح الدكتور "الأسد" أن ما ميّزه بعمق هو تحركه بمنطق الإنسان المؤمن قبل القائد العسكري، إذ لم ينظر إلى الشعوب من زاوية انتماءاتها العرقية أو الطائفية، بل من زاوية المظلومية والحق وتحمل المسؤولية الإيمانية والأخلاقية والإنسانية.
وأكد عضو المكتب السياسي لأنصارالله أن الشهيد كان يؤمن بأن كرامة الإنسان واحدة، وأن الدفاع عن العراقي أو السوري أو اللبناني أو الفلسطيني هو دفاع عن قيمة إنسانية وإيمانية مشتركة، وهو ما جعله يحظى باحترام شعبي واسع، لأنه لم يفرض نفسه بالقوة، بل كسب القلوب بالموقف الصادق، والأخلاق العالية، والالتزام العملي بنصرة المظلومين.
وفي حديثه عن مكانة الشهيد "قاسم سليماني" في وجدان الشعب اليمني، أشار القيادي في حركة أنصار الله إلى أنه يحظى بمكانة كبيرة وخاصة، كونه مثّل نموذج القائد الإسلامي المؤمن والواعي الذي واجه قوى الاستكبار العالمي بثبات، ولم يساوم على قضايا الأمة.وأوضح أن اليمنيين رأوا في الشهيد "سليماني" قائدًا صادقًا وقف إلى جانب قضايا الشعوب الحرة، ودافع عن حقها في الاستقلال والسيادة، وألهمها بأن الإرادة المؤمنة قادرة على كبح جماح أمريكا وحلفائها، الذين وصفهم بمحور الاستكبار العالمي، مهما امتلكوا من قوة.
وأضاف أن الاعتزاز اليمني بالشهيد "سليماني" هو اعتزاز بنموذج قيادي جسّد معنى الجهاد الواعي، وربط بين الإيمان والموقف، وبين الكرامة والمقاومة.وحول دور الشهيد "سليماني" في بناء وتطوير قدرات المقاومة الفلسطينية، أكد الدكتور حزام الأسد أنه لعب دورًا محوريًا على مستوى الرؤية والدعم، وربط المقاومة الفلسطينية بعمقها الإقليمي ضمن محور مقاومة واحد، انطلاقًا من إيمانه بأن فلسطين لا يمكن أن تُترك وحيدة، وأن قوة المقاومة تكمن في امتدادها وتكاملها.
وأشار القيادي في حركة انصارالله إلى أن آثار هذا الدور برزت بوضوح بعد استشهاده، ولا سيما في معركة “طوفان الأقصى”، التي كشفت حجم التطور النوعي في قدرات المقاومة، وعمق الإعداد، وصلابة الإرادة، مؤكدًا أن هذه المعركة أثبتت أن دماء القادة لا توقف المشاريع، بل تمنحها زخمًا أكبر واستمرارية أعمق.
واختتم الدكتور حزام الأسد حديثه بالتأكيد على أن ما تحقق في فلسطين هو ثمرة مسار طويل من العمل الصادق،كان الشهيد قاسم سليماني أحد أبرز مهندسيه، ولذلك استحق وبجدارة لقب "شهيد القدس"وأكد أن إرث الشهيد "سليماني" يحمل رسالة واضحة لشعوب الأمة، مفادها أن طريق الإيمان والجهاد هو الطريق القادر على حماية الأمة وانتزاع حقوقها، وأن مواجهة الاستكبار ليست مغامرة، بل ضرورة وجودية، مشددًا على أن دماء الشهداء هي التي ترسم معادلات المستقبل، لا حسابات الخوف والإذعان أو التبعية.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان