حزب البعث وبرامجه المجتمعية في العراق: بين السيطرة الثقافية والسياسية خلال السبعينيات | بودكاست بالعمق

الأحد 17 أغسطس 2025 - 08:20 بتوقيت غرينتش

في بداية السبعينيات بالعراق، عمل حزب البعث على تقويض المعارضة وتوسيع نفوذه عبر برامج مجتمعية متعددة تشمل التعليم، جمعيات الفلاحين، والاتحادات الشبابية، مستفيدًا من تنظيماته لاستقطاب شرائح المجتمع المختلفة، وسط مواجهات مع فصائل معارضة مثل جماعة عزة الدوري.

خاص الكوثر - بالعمق

مع بداية السبعينيات، شرع حزب البعث العراقي في بناء برنامج مجتمعي واسع يستهدف السيطرة على مختلف قطاعات المجتمع العراقي، بهدف حسم الخطر السياسي الذي كان يتهدده آنذاك. اعتمد الحزب على مؤسساته ومنظماته التي شملت جمعيات الفلاحين، اتحادات الشباب والنساء، وجمعيات الطلبة، لتوسيع نفوذه وفرض هيمنته على المجتمع.

كان من ضمن استراتيجياته تسجيل الطلاب والطالبات في المؤسسات التعليمية مثل دار المعلمين العالية، بالإضافة إلى فرض الرقابة والسيطرة على الأقسام الداخلية للطلبة، مما جعل الحزب متحكمًا في المراحل التعليمية والطلابية. كما استغل التنظيم شبكات مثل الاتحاد الوطني وشبكات المجتمع المدني لتوسيع نفوذه.

إقرأ أيضاً:

الجانب الثقافي كان مهمًا أيضًا، إذ انبثق من فكر ميشيل عفلق وشبلي العيسمي الذي كان محورًا أيديولوجيًا لحزب البعث، في حين تأثرت هذه الاستراتيجية بالممارسات الماسونية والتدخلات الأجنبية، بما في ذلك دور صدام المقبور وعلاقته بجهاز السي آي إيه.

على الجانب المعارض، لعبت جماعة عزة الدوري (المعروفة بالنقشبندية) دورًا بارزًا في مقاومة النظام، وكانوا من أبرز الفصائل التي واجهت الحزب في تلك الفترة. إلى جانب ذلك، استخدم الحزب برامج محو الأمية كأداة اجتماعية ثقافية لاستمالة فئات مختلفة من المجتمع وفرض الهيمنة، رغم أن هذه البرامج حملت في طياتها هدفًا أيديولوجيًا للسيطرة على المجتمع ومنع أي تهديد من الخارج.

خلال هذه المرحلة التي انتهت بظهور الشهيد محمد الصدر، استطاع حزب البعث فرض نظام رقابي شامل على مؤسسات الدولة والمجتمع، ما ساعده في ترسيخ حكمه وتأمين استمراريته عبر إقصاء معارضيه وتحويل المجتمع العراقي إلى حقل للهيمنة السياسية والفكرية.