خاص الكوثر - قضية ساخنة
قالت المتخصصة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية الأستاذة ملاك سبيتي حول التهديدات الأخيرة التي طالت لبنان، قالت إن الحملة الصهيونية الحالية تتجاوز الطابع العسكري الكلاسيكي، لتتموضع ضمن حرب نفسية تهدف إلى "كيّ وخرق وعي بيئة المقاومة". فبدلاً من تحضير فعلي لحرب جديدة، تسعى الكيان المحتل – بحسب الضيفة – إلى تفتيت الإيمان الشعبي بجدوى المقاومة وزرع الإحباط واليأس، لا سيما من خلال الإعلام المكثف والدعاية المضادة.
وأضافت الأستاذة سبيتي أن التحليل التاريخي يشير إلى أن العدوان الصهيوني عادة ما يأتي مفاجئًا، دون مقدمات علنية بهذا الشكل. وعلى ضوء تجارب سابقة، مثل عدوان 2006 والعدوان الأخير على إيران، تؤكد ملاك أن السلوك الصهيوني لا يُقرأ من خلال التصريحات أو التهويل، بل من خلال التحركات الميدانية، والتي لا توحي في الوقت الراهن باستعداد مباشر لحرب كبرى.
وبحسب الأستاذة ملاك، فإن ما يجري حاليًا هو مسار متكامل يستهدف "اللاوعي والوعي الجمعي"، بحيث يُدفع الناس للاعتقاد بأن المقاومة لم تعد قادرة على التأثير أو الحماية، وأن كلفة الصمود تفوق الجدوى. وأشارت إلى خطاب سابق للشهيد السيد حسن نصرالله، أكّد فيه أن إدخال اليأس هو أخطر من أي اعتداء عسكري.
إقرأ أيضاً:
وتابعت المتخصصة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن أمثلة هذا الضغط النفسي تظهر في محاولات التضليل الإعلامي، وفي خطاب يُروّج لفكرة "نهاية المقاومة"، ويستغل الأزمات الاقتصادية والسياسية لتقويض ثقة الناس بها. كما أن هذه الحرب النفسية تقترن بخروقات شبه يومية في الإعلام، تُوازِي الخروقات العسكرية في الجنوب.
ورغم ذلك، ترى ملاك أن بيئة المقاومة لا تزال صامدة، كما ظهر في ردود الفعل الشعبية خلال الانتخابات البلدية أو تشييع الشخصيات الدينية، حيث بقي الالتفاف حول المقاومة قائمًا، رغم محاولات العدو الصهيوني وحلفائه الأميركيين لزعزعته.
وفي هذا السياق، دعت إلى عدم التعويل على الدولة في هذا الملف، مشيرة إلى غيابها الواضح عن المشهد الدفاعي والاجتماعي، حيث باتت المقاومة – بدلًا من الدولة – تضطلع بدور الحامي والداعم الاجتماعي للمتضررين، وهي مكانة تحظى بالتقدير والإجلال عالميًا، في مقابل إهمال داخلي واضح في بعض السياسات والخطابات الرسمية.
واختتم الأستاذة سبيتي قولها ان التهويل الصهيوني، إذًا، لم يعد مجرد تمهيد لحرب، بل أصبح جزءًا من جبهة مستقلة في الحرب النفسية والمعلوماتية، هدفها كسر الروح المعنوية لا الاحتلال العسكري المباشر.