خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال سماحة الشيخ "صادق اخوان" : التفاوض غير المباشر بين إيران والولايات المتحدة حقق نتائج مهمة، إذ انتهى "شهر العسل" الأمريكي الإسرائيلي مع ترامب الذي دعم نتنياهو رغم إدانته دولياً. في المقابل، توقفت الهجمات العشوائية على اليمن التي تستمر في مقاومتها ودعمها لغزة وفلسطين.
وتابع الشيخ اخوان: في ذات الوقت، نشاهد بعض الدول العربية تحتضن الرئيس الأمريكي، مقدّمة له صفقات بمليارات الدولارات أنقذت أمريكا من الانهيار الاقتصادي، في وقت كانت فيه ثلث شركاتها على شفا الإفلاس. ورغم ذلك، لم يجرؤ أحد من تلك الدول على الاشتراط بأن يتوقف القتل في فلسطين مقابل هذه الأموال الطائلة، بل رأينا الرقص والتصفيق للأمريكيين، دون أن يُسمح لشعوبهم بالتظاهر أو إعلان التضامن مع غزة.
اقرأ ايضاً
واضاف اخوان: مع اقتراب موسم الحج، يطرح تساؤل آخر: هل سيسمح للحجاج بأن يدعوا لإنقاذ غزة؟ أن يهتفوا: "الموت لإسرائيل"؟ أن يعلنوا نصرتهم للشعب الفلسطيني؟ للأسف، غالبًا لا.
واكمل استاذ الدراسات العليا في الحوزة العملية: نحن نرى أن بعض المفاوضات بين أمريكا ودول من العالم الثالث أشبه بمفاوضات السيد مع عبده، أو المالك مع مملوكه، وهذا ما رفضه الإمام الخميني (رضوان الله عليه) حين قال إن التفاوض مع أمريكا لا ينفع إلا إذا كان على أساس حكيم، يهدف إلى إنقاذ الأمة الإسلامية أو على الأقل تخفيف الظلم عنها.
وقال ضيف البرنامج : نشهد اليوم تهديدات تطال دولاً حتى من خارج محور المقاومة، كالأردن ومصر. لذلك، وإن كانت المفاوضات أحيانًا جزئية أو تكتيكية، فإنها قد تُخفف التهديد أو تُؤجله، كما حصل في صلح الحديبية في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله)، والذي تضمن بعض التنازلات التي لم يفهمها البعض، حتى نزل قوله تعالى: "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا"، فاعتُبر ذلك "التنازل" نصرًا إلهيًا.
وختم الشيخ اخوان حديثه بالقول: ما جرى حينها يشبه ما نعيشه اليوم: قد تبدو بعض المحادثات تنازلاً في ظاهرها، لكنها تؤسس لنتائج استراتيجية، كما حدث بعد أقل من ثلاث سنوات من صلح الحديبية، حين أصبحت الجزيرة العربية كلها تنادي بـ"لا إله إلا الله"، وتقع مكة بلا قطرة دم، بيد أهلها واصحابها المسلمين.