خاص الكوثر - عراق الغد
في هذا اليوم، ختم السيد شهيد مسيرته الجهادية ضد الدكتاتورية، بنيله الشهادة على يد أعتى طغاة الأرض، ونال المرتبة الإلهية الموعودة لأولياءه المخلصين.
مسيرة عطاء وتضحية تمثلت بالوقوف ضد طغيان البعث وتجبره، وقول كلمة حق عند السلطان الجائر، حتى مع قلة الناصر وخذلانه، فقد عمل السيد باقر الصدر قدس سره على تبيان حقيقة النظام الحاكم آنذاك بشتى الوسائل، رغم قساوة الجلاد وجلاوزته، ورغم خطورة المواجهة، إلا أن الشهيد الصدر واصل نضاله وجهاده، ولم يوقفه شيء، حتى بعد أن وصل الخطر إلى بيته، فوضع تحت الإقامة الجبرية، وفرضت عليه مراقبة شديدة.
اقرا ايضاً
مسيرة حياة السيد الشهيد الصدر حافلة بالعلم والعطاء فلم يكن الجهاز الطغيان مانعا من اهتمامه بعلوم الدين والمنطق والفلسفة والاقتصاد، فقد كانت للشهيد مؤلفات عديدة وبمجالات مختلفة، وصفها أهل العلم بالفريدة والمتقدمة على زمانها، ومنها فلسفتنا واقتصادنا، والأسس المنطقية للاستقراء الرياضي، وغيرها من المؤلفات التي رد بها الشبهات عن الإسلام والمنظومة الإسلامية برمتها، وناقش الملحدين والمستشرقين الذين ألفوا كتبا كثيرة لضرب الإسلام، وتشويه متبنياته، فأجاب السيد الشهيد عن جميع تساؤلات هؤلاء، ودحض جميع النظريات التي كانت مطروحة كبديل عن الحكومة الإسلامية.
السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره العالم المربي، الفقيه الثائر هو من أشعل روح الثورة على الظلم، ورسخ مفهوم المعارضة المباشرة وكتب تأريخا مشرفا بدمائه الزكية وأخته العلوية بنت الهدى التي رافقت مسيرته وقدمت دمها فداء للدين والوطن، لتظل نبراسا يستنير بها الثائرون، ويستدل بها الرافضون للظلم والاستبداد.