خاص الكوثر - ثامن الحجج
قال الشيخ محمد الربيعي : القضاء والقدرهو من المباحث المهمة لدى أبناء الأمة الإسلامية وعلى أساسه حصلت تفرعات مذهبية كثيرة ، فمنهم من قال بمذهب الجبر بحيث إن كانت الأفعال تصدر عن القضاء والقدر فلابد أن يكون الإنسان مجبر على صدور هذه الأفعال ، فحين ذهب "مذهب المعتزلة "للقول أنه لايمكن إنكار اختيار وتإثير إرادة الإنسان في أفعاله ومن هنا قالوا بالتفويض وبالتالي أن الأفعال لايمكن نسبها إلى سلسلة العلل الصادرة من الله سبحانه وتعالى .
وأضاف الربيعي : مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم وسلامه ، هو مذهب نفي الجبر ونفي التفويض ،بمعنى لاجبر ولاتفويض وهو أمر بين أمريين ، وهنا أريد أن أذكر أن في مسألة القضاء والقدر يوجد إشكالان ، الأول منه هو أن الله عزو جل لو قدر وقضى هل هذا يؤثر على نفس إرادة واختيار الله سبحانه وتعالى ، بمعنى لو أن الله قدر شيء هل يستطيع أن يغيير ذلك ؟ اليهود قالوا : لا ، فحين أن ائمة أهل البيت عليهم السلام ردوا ذلك بأشد مايكون حيث قالوا : ماعبدالله بأعظم من البداء ،والمقصود بالبداء سلطة الله عزوجل وعلم الله الأعظم الذي يستطيع أن يغييرحتى القضاء والقدروالذي هو مخلوق لله.