الوجه الآخر..طارق نصر:  القرآن بذاته بيان وتباين ،والذي بيّنَ القرآن أصلاً هو منزل القرآن

الجمعة 29 مارس 2024 - 18:40 بتوقيت غرينتش

" من هو مبين القرآن ، وإختلاف التفاسير حول آيات رؤية الله يوم القيامة " هو ماتحدث عنه كبير الباحثيين الإسلاميين بالأزهر الشريف والمتخصص بالتفسير فضيلة الشيخ "طارق نصر " ضمن مشاركته في برنامج "الوجه الآخر " .

خاص الكوثر_الوجه الآخر

بدأ فضيلة الشيخ طارق نصرحديثه بالتسآءل هل بيّنَ النبي أو فسر القرآن بشكل كاملا ؟  ويجيب بالطبع لا ، لأن النبي صلوات الله عليه وآله إذافسر القرآن ربما جعل ذلك في نطاق المكان ، فحين القرآن الكريم عطاء لكل زمان ومكان ورحابه واسعة   .

وأضاف كبير الباحثيين الإسلاميين بالأزهر الشريف طارق نصر : وفي قوله تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) كثير من الناس فهم من هذه الآية أن السنة النبوية هي مكملة للقرآن وهو ليس كذلك لأن الذي بيّنَ القرآن أصلاً هو منزل القرآن والدليل قوله سبحانه (لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦٓ * إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ * فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ ) فالقرآن بذاته بيان وتباين. 

و تابع الدكتور طارق نصر : وبالنسبة لمسألة رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وتفسير الآيات التي وردت في ذلك (وُجُوهٌ یَومَئِذٍ ناضِرَةٌ اِلى‌ رَبِّها ناظِرَةٌ)  فالمسألة هنا إختلاف في الفهم حيث إن أهل السنة فسروا الآية السابقة بإن الوجوه تنظر إلى الله نظر العين ، فحين مدرسة أهل البيت عليهم السلام يردون المتشابه إلى المحكم وهو مبدأ رئيسي علينا جميعاً أن نسلكه ، وإذا مارددنا كل الآيات التي تحكي عن الرؤية إلى قوله تعالى (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) تكون قد إنحلت المشكلة .

وأردف الشيخ طارق نصر : ومنهم من فسرالآية كالقرطبي وغيره بإن ناظرة من الإنتظار وليس من النظر كما في قوله تعالى (وَإِنِّى مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍۢ فَنَاظِرَةٌۢ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ ) ناظرة بمعنى منتظرة ، وبالنسبة للرأين المتضادين في رؤية الله بحيث تكون الرؤية أو لاتكون ، نجد سيدنا رسول الله بين هذه المسألة في صحيح مسلم ( حِجابُهُ النّورُ ، لَو كَشَفَهُ لَأَحرَقَت سُبُحاتُ وَجهِهِ مَا انتَهى إِلَيهِ بَصَرُهُ مِن خَلقِهِ)  الأمر الذي يؤكد نفي الرؤية النظرية لله تبارك وتعالى  .

 

 لمتابعة الوجه الآخر اضغط هنا