خاص الكوثر - الوجه الآخر
قال أستاذ الفقه المقارن والإقتصاد الإسلامي الدكتور الشيخ علاء الدين الزعتري :إنطلاقاً من الآيات الـ28 والـ29 من سورة الفتح (هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا (28)مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) نرى أن الواجب على مسلمين عصرالرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أوالمسلمين في كل زمان ومكان، المطلوب منهم أن يكونوا متوحدين بمعنى رحماء فيما بينهم .
وأضاف الدكتور الشيخ علاء الدين الزعتري: الوحدة بين المسلمين ليس المقصود منها أن هناك وحدة عقائدية وفكرية وفقهية وإجتماعية ، وإنما المقصود أن يتم تجميع وتوحيد الأمة الإسلامية على هدف مشترك والمراد به المصلحة العليا والتي يمكن تسميتها بالمصلحة السياسية للأمة .
وأردف الشيخ الزعتري : لايمكن الحديث عن وحدة إسلامية بإن أطلب من أخي المسلم أن يترك مذهبه وفكره ليكون عقله وتفكيره كعقلي وتفكيري أو العكس ، فهذا خلاف السنة الكونية التي ذكرها الله عزوجل في القرآن الكريم (وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡعَٰلِمِينَ) فإن آية من آيات الله أن يكون هناك إختلاف بين المسلمين في اللسان وطرائق التفكير واسلوب الحياة وغيره ، عنوان التوحد هو في الصواب التوحيد ، والوحدة لاتعني إلغاء العقل الجمعي أو الفردي لنكون متماثلين بل من الضروري أن يكون هناك تباين وإختلاف بين فئات المسلمين في طرق التفكير حتى تكتمل صورة المشهد في الحياة .
لمتابعة الوجه الآخر اضغط هنا