خاص الكوثر - ثالث الحجج
قال الدكتور الشيخ منجد الكعبي : لعل الإمام الحسين عليه السلام كان يريد أن يخبر أصحابه ومن معه أن واقعة كربلاء ليست أمراً عبثياً وعبطياً ، بل أمراً مدروساً وموجهاً من قبل الله عزوجل إلى مكان معين وبزمان معين وشخوص معينية ، بإن المرافق للإمام الحسين له مكانة عظيمة لا ينالها إلا بالقتل والشهادة في سبيل الله عزو جل وفي سبيل الدين الإسلامي .
وأضاف الشيخ الكعبي : الإمام الحسين عليه السلام إماماً معصوماً يعرف إلى جاء ولماذا جاء لكربلاء فقد جاء في الرواية عن الليلة الأخيرة للحسين عليه السلام بالمدينة،: ثم جعل يبكي عند القبر، حتى إذا كان قريباً من الصبح، وضع رأسه على القبر فأغفى، فإذا هو برسول الله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه، فجاء وضمّ الحسين إلى صدره، وقبّل بين عينيه وقال: "حبيبي يا حسين، كأني أراك عن قريب مرملاً بدمائك، مذبوحاً بأرض كربلاء، بين عصابة من أمتي، وأنت في ذلك عطشان لا تُسقى، وظمآن لا تُروى، وهم في ذلك يرجون شفاعتي، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي...فجعل الحسين عليه السلام في رؤياه ينظر إلى جدّه ويقول:
"يا جدّه، لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنُيا فخذني إليك وأدخلني معك في قبرك...ضمّني عندك يا جداه في هذا الضريح علنّي يا جدُّ من بلوى زماني استريح، ولكن النبي أكد للإمام الحسين أنه لك مقاما ومكانا عند الله سبحانه وتعالى
وأردف الدكتور منجد الكعبي : إذا الإمام الحسين سلام الله عليه وبخطوات مدروسة عندما وصل لأرض الفرات أخذ يسأل عن اسم المكان الذي وصل إليه فقالوا: أنها نينوى ، فقال لها اسم آخر قالوا الغاضرية ، فقال عليه السلام هل هناك اسم آخر فعدوا له مجموعة اسماء حتى ذكروا له أن يقال لها أيضا كربلاء ، فقال سلام الله عليه إنها الكرب والبلاء وأخذ يقرأ مقتله وشهادته ونعى نفسه الشريفة ببيان ماسيجري وهنا نتعلم الدرس العظيم من الإمام الحسين عليه السلام عن حالة الشوق للقائه جده وأهله عند الله سبحانه في جناته ، فكل زائرعليه عند دخوله لضريح الإمام الحسين وزيارته أن يقتبس درس نصرة الحق ضد الباطل والمجاهدة بالنفس والأهل من أجل إعلاء كلمة الإسلام .