خاص الكوثر - عراق الغد
فصائل المقاومة التي كانت لها كل الفضل في دحر الإرهاب وإنقاذ العراق من شروره، تتعرض اليوم إلى أبشع أنواع المحاربة من قبل واشنطن التي تسعى عبر الضغط أحيانا وعبر التهديد أحيانا أخرى إلى عزل المقاومة وإبعادها عن مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة بعد انتخابات برلمانية شهدت صعود فصائل المقاومة بشكل واضح.
التدخلات الأميركية في الشأن العراقي تشكل أيضا تحد تواجهه الديمقراطية العراقية الفتية وتضفي المزيد من التعقيد على مسار تشكيل الحكومة الجديدة، فالإدارة الأميركية لوحت في فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على بغداد في حال استمرار نفوذ مكونات عراقية مدعومة شعبيا داخل عملية اغتيال رئيس الوزراء، وهي خطوة اعتبرها مراقبون محاولة ضغط مباشرة يمكن أن تؤثر في مسار العملية السياسية في البلاد.
إقرأ أيضاً:
التدخلات الأميركية تثير رفضا واسعا لدى الشارع العراقي والقوى السياسية حيث يؤكد العراقيون أن الضغوطات التي لوحت بها واشنطن تشكل تهديدا للمسار الديمقراطي وهي محاولة للتأثير في القرار الوطني وهو عكس الرواية التي تسعى واشنطن للترويج لها وهي أن إجراءاتها تهدف لحماية العملية السياسية ومنع التدخلات الإقليمية وفقا لادعاءاتها.
وقد هاجم المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون العراق ماركس وايا عدة مرات المكون الشيعي في البلاد وقال في إحدى رسائله إن بقاء العراق بصفته دولة مؤثرة في المنطقة مرهون بالمعالجة النهائية لملف الفصائل المسلحة والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.