خاص الكوثر - الوجه الآخر
كانت الديانة الكنًسية للنظم السياسية والمجتمعية في أوروبا تعاني تراكم الأخطاء والإبتعاد عن روح الدين والقيم الأخلاقية ،وكان الدين حاكماً بالأسم فقط ، أما مصالح الأباطرة والإقطاعيين فكانت هي الحاكم في الواقع .
لم يكن العالم الإسلامي أفضل حال فشهوات السلطة والمال هي التي كانت تتحكم لكن بإسم الدين ، خصوم الدين والأخلاق دأبواعلى إفساد العالم وتسخير البشر لمصالحهم الخاصة وانتهزوا الرفض الجماهيري الواسع لسلطة الدين المزيفة الذي يخدم المتسلطين ، وركبوا موجة الرفض لإزاحة الدين الذي كانوا أكبر مستفدون منه عن المشهد السياسي بعدما استنفذ صلاحيته في خدمتهم وقرروا الإستيعاضة عنه بعناوين جديدة .
أنطلقت الحداثة الغربية الرافعة لشعارات الحرية والمساواة لتحتل قارات العالم وتنتهك حرية شعوبها وتنهب ثرواتها وتفسد أخلاقها وحينما خرج المحتل الغربي من المناطق التي احتلها ضمن إقصاء الدين وقيمه من ممارسة الشأن العام وإدارة المجتمعات في كل العالم .
وتبجح الحلف الصهيوغربي في مدرستيه الإستراكية والليبرالية أن الإله قد مات والدين قد سقط تماما وأن مآل البشرية الأمثل هو إحدى النظريتين الماديتين لاغير .
هنا أرتج العالم وصعق حينما سمع بإن رجل دين مسلم يحمل لقب السيد " المسيح " روح الله عليه السلام قد أنتفض وكأنه يعود من أعماق التاريخ ليعلن أن لا للمادية وشعارتها الكذوب ونعم للدين وقيم الأخلاق .
ثم طفق يتلو على العالمين ترانيم العز والكرامة والإستقلال والعدالة ومعاداة المستكبرين ونصرة المظلومين والمستضعفين، وفيما بعد دهش الناس لإدراكهم صوت الفطرة ناطقاً بلسان الإمام روح الله وتذكرمن كان مؤنس معهم بمطالعة سيرالمصلحين واسماء قديسين كبار مثل ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد وعلي وحسين .
فهاهو " روح الله الخميني " رضي الله عنه يردد دعواتهم ويتبنى رؤئهم ، فقام عتاد العالم بمحاربته ومحاصرته خصوصاً الحلف الصهيوغربي ولم يتركوا وسيلة لقهره وكسره إلا فعلوها ،ولكنه لم يكتف بمقاومتهم فلم ينكسر بل قاومهم متسلحاً بأخلاقه وإيمانه وتجربة الإنسان العلمية ليبني أنموذجاً لحكم رشيد يعطي المعذبين والمستضعفين أملاً بالخلاص وحاكمية العدالة ، ثم قدم فكرة المقاومة الإنسانية المبتنية على الأخلاق والقيم ومناصرة المستضعف كمنهج حياة يحقق للإنسان كرامته والشعوب عزتها وتقدمها.
لمشاهدة حلقات الوجه الآخر اضغط هنا