خاص الكوثر - الوجه الآخر
وقال الدكتور البحيصي : في مسألة الوحدة وتعليقاً على مؤتمر الوحدة الإسلامية بدورته 37 الذي أقيم في طهران ، تبين أن كل الإجتماعات والأفكار التي كانت تتوجه من منطلق مذهبي غير قادرة على توحيد كلمة الملسمين ، ولهذا كان مؤتمر طهران يتحدث عن القيم الأخلاقية المشتركة .
وأضاف الدكتور : لو أننا تعاطينا مع الوحدة الإسلامية حسب العناوين القرآنية لكنا وفرنا على أنفسنا جهد وزمن كبير فإن القرآن الكريم عندما تحدث عن هذه الأمة تحدث بمستوين ، مستوى الإسلام ومستوى الإيمان ، فقد إعتبرنا أمة مسلمة بقوله « هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ » وتشمل هذه الكلمة جميع المذاهب والطوائف وقال القرآن أيضاً «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» فعندما ننطلق من هذين المصطلحين القرآنيين نكون اقتربنا أكثر من السماء لأن الوحدة الإسلامية مسألة سماوية ، وليست تنازع أرضي أو تزاحم على مناصب أو مكاسب ، إنما هي إستجابة مطلقة لداعي الله سبحانه وتعالى في قوله «إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ»، إذاً الوحدة ليست من دائرة الإختيارات الفرد ية والجماعية والمذهبية ، بل هي فريضة واجبة مثل فريضة الصلة والصيام وغيره من الفرائض ، وبالتالي في مسألة الوحدة يتراجع دور المذهب ويتقدم دور الإسلام والإيمان لتتحق الوحدة الإسلامية التي تكفل الحد الأدنى لمصالح الأمة التي باءتت متنازعة فاشلة يأكلها ذئاب الأرض.
وأكمل البحيصي : بالنسبة لموضوع القضية الفلسطينية أنه منذعام 1936 كان الشعب الفلسطيني موحداً بإتجاه مواجهة الإنتداب البريطاني ومن ثم الوجود اليهودي وإستيطانه، لكن لاشك أن التنازع الذي كان حاصلاً بين الأحزاب والقوى في ذلك الوقت قاد للفشل في مواجهة الإنتداب والإستيطان الصهيوني، ولذلك في السنوات الأخيرة قد تعلمنا درسا كبيراً بإن كل حالة تنازع تحت أي عنوان قومي أو أيديولوجي أو غيره ليخدم إلا العدو ولهذا طرحت وحدة الساحات بعيداً عن الإيدولوجيات والأفكار ، وإن توحيد الميدان - و هذا ما قامت به المقاومة -سينتج عنه إنتصارات والدليل ما رأيناه من نتائج مبهرة في عملية طوفان الأقصى .