خاص الكوثر - الوجه الآخر
وقال الشيخ ميرزائي: من الناحية القرآنية الوحدة لاتعني كما يعتقد البعض بإنها تأتي على حساب التنوع الفكري وعلى حساب الأختلاف ، فالقرآن يميز بين التنازع والاختلاف ، فليس من الواجب أن لانختلف ، والله سبحانه تعالى في محكم كتابه الكريم قد قال : ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ فقد جعل من الرسول (ص) الأسوة الحسنة و النموذج الأرقى في تبين وتجسيد الوحدة ، فمن أراد من المسلمين أن يحقق الوحدة القرآنية المطلوبة فلينظر للرسول محمد (ص) .
وأضاف : وقد خوطب الرسول أيضا في القرآن الكريم ﴿ فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم ۖ وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ ۖ فَاعفُ عَنهُم وَاستَغفِر لَهُم وَشاوِرهُم فِي الأَمرِ ۖ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلينَ﴾ إذا المسلمون لم ينفضوا من حول الرسول بل توحدوا بسبب لينه ورحمته وتعامله السمح ، والسؤال هنا هل كانت هناك مقارنة بين عقل وفكر وقلب ورحمة الرسول (ص) وبين الذين كانوا معه ؟ طبعا لا ، فهو خاتم الأنبياء وأفضلهم وأفضل الناس ، وقد أصبح المحور الأول لوحدة المسلمون والالتفاف حوله فهو ما تأكده الآية السابقة الذكر، إذا السر الأكبر في وحدة المسلمون حول الرسول (ص) هوأخلاقه ورحمته وليس التنوع الفكري .
وأكمل : هل التراحم والتسامح هو سيد تواصل المسلمون مع بعضهم البعض ؟ اليوم مع الآسف الشديد في ظل المصائب والمآسي ، وكل طرف يفكر في إستباحة دم وأموال الآخر ، فلايمكن في ظل ذلك المساهمة في تحقيق الوحدة ، ومالذي يجعل المسلمون قادرون على تحقيق الوحدة هو عنصر الحبل الآلهي ، فقد أمر في محكم كتابه (وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا) وهذا الحبل الآلهي المتجسد بالبشرية هويتجسد بالرسول (ص) وفي الذين أيدوهم الرسول من أئمة للمسلمين ، ومن الناحية النظرية حبل الله هو القرآن الكريم .
لمتابعة حلقات الوجه الآخر اضغط على الرابط