وقال الشيخ زراقط: القرآن الكريم يجمع بين صفتين قد تكونا متناقضتين، القرآن يبدو متعالياً على الزمان من بعض الجهات لكنه نزل من علياءه ليقدم للانسان في كل عصر حلول، وما يتميز به القرآن الكريم انه لم يحاصر قرائه بقوالب جامدة، مثلا هل كان القرآن متقدماً على زمانه، نعم القرآن متقدم على زمانه مثلاً ما جاء في القرآن الكريم "لا اكره في الدين" في زمن كان الامور تسير في اتجاه مختلف، على الرغم من الفاصل الزمني بين زمان نزول القرآن وبين زمان فرعون، الا ان القاعدة كانت لا اريكم الا ما ارى، بينما يأتي القرآن ويقول على اكراه في الدين، ويدعو النبي صلى الله عليه وآله وسلم لممارسته دوره كمنذ وكبشير.
وتابع زراقط: فكرة المجتمعات في تلك الفترة لم تكن واضحة وكان يشوبها الكثير من الغموض في ذلك العصر، لكن يأتي القرآن الكريم وفي كلمة واحدة يحدد المبادئ الاساسية لبناء المجتمعات.
وقال الباحث استاذ الفقه والمعارف الاسلامية: مشكلة البشيرية في كل العصور، هي مشكلة عدالة اجتماعية ومشكلة تربية ومشكلة انغماس في المادة، فالقرآن باية مختصرة يحدد هذه المبادئ الاساسية الذي ينبغي ان تقوم عليها المجتمعات الانسانية، صحيح ان القرآن الكريم كان اعلى من الزمان لكن لم يكن هذا التعالي تعالي نخبوي بحيث يحرم المخاطب من فهمه بل كان قريباً من اذهان الناس، وتبقى مهمة هؤلاء الناس ان يرتقوا الى مستوى القرآن ليكتشفوا كنوزه.
تابعوا برنامج الوجه الاخر على الرابط التالي