خاص الكوثر - الوجه الآخر
وقال الدكتور العلوي : الحداثة هي غاية ما إنتهت إليه العبقرية الغربية وهي منتهى نظرياتهم وأفكارهم وفلسفاتهم ، هذه الغاية في قوتها على الحضور والإنتشاروالتوسع حتى داخل الفضاءات التي لم تكن قد وجدت من أجلها ، الحداثة بالمنطق الهيغلي هي ابنة عصرها وابنة بيئتها، هي هذا الفضاء السغرافي والحضاري الغربي الأوروبي تحديداً ووجودها إما يعبر في الحقيقة عن أزمة ، ولتخطي هذه الأزمة المركبة ومتعددة الأبعاد لابد من سياق هادئ بعيد عن الرفض التام أو التبني الكامل ، بل علينا أن تكون مقاربتنا للحداثة في سياق نقدي هادئ وضمن إطار الإمية إما وأما وتبيين مافيها من عوامل قوة وصلابة ومافيها من تداعي ونقاط ضعف داخلي .
وأضاف الدكتور : يجب الإشارة إلى أن الحداثة في منطلقاتها الغربية الأوروبية أنطلقت من فضاء جغرافي محدود مكانياً لكنه مفتوح زمانياً ، يعبر عن مرحلة لفكر متأزم غربي مملوء بالعنصرية والعرقية والمركزية وينتمي إلى فضاءات وفلسفية (الفلسفة الإغريقية ) مرجعيات روحية مسيحية ويهودية .
وأكمل العلوي :إذاً الحداثة هي ليست مرحلة تاريخية مطلقاً ، بل هي منظومة قيمية، فهي منظومة قيم لم تستوفي أغراضها إلى اليوم، قيم الإنسانية ، العقلية ، الحرية ، وقيم العلمنة .
وختم الدكتور العلوي حديثه بالقول: لهذا السبب اي قراءة للحداثة يجب ان يستوفي هذه الاحداث الحضارية ليقر بان الحداثة بنت بيئتها وبنت زمانيتها ولا يمكن تعميمها، فهي لا تعتبر عن عقل كوني وعن ارادة انسانية ولا عن اختيار عالمي بقدر ما هو خيار معولم انساني اوروبي غربي لا يعترف بالاختلاف ولا بالغيرية ولا بالي مقاربات اخرى منافسة له ونقيضة له.
هذا البرنامج يأتيكم أيام الجمعة عند الساعة 20:30 ويعاد السبت عند الساعة 5:30 و 12:05 بتوقيت مكة المكرمة.