خاص الكوثر - الوجه الآخر
وقال الدكتور أبو طاها : في بناء النظم المعرفية عقائدية كانت أو تشريعية أو أخلاقية لابد من مرجعية تبنی عليها هذه المعارف حتى يحقق الإنسان صلاحه الدنيوي وفلاحه الأخروي يعني سعادته في الدارين (الدنيا والأخرة ) والمرجعيات التي تبنى عليها هذه العقائد والمعارف إما إنسانية عامة تقول عنها مرجعية داخلية يعود فيها الإنسان إلى نفسه ،أو مرجعية عليا الهية خارجية عنه بعنوان إن الانسان مخلوق والله الخالق هو الأدرى بشؤونه فالله عزوجل يقول في كتابه الحكيم : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ .
وأضاف الدكتورأبو طاها : إذا القرآن الكريم هو الكتاب المهيمن على كل المرجعيات أو الكتب السابقة ، وهو الذي يعلو لجهة الحق والصواب ، والإنسان دائماً في معارفه العامة في نظمه السياسية والإقتصادية والإجتماعية وغير ذلك يريد أن يحقق المصلحة بحيث أن تكون هذه المعرفة حقة وحقيقة ، وما من كتاب أصح من كتاب الله للرجوع إليه ، أيضاً عند بناء المعارف الإنسانية يطلب المشروعية المعرفية بمعنى أن تكون نموذجاً للإنسان في حركة الحياة ، ومن ثم الهيمنة المعرفية بإن يكون النموذج الآلهي له الأحقية في الإتباع ،و المرجعية القرآنية هي التي تحقق الصلاح الدنيوي .