وقال الدكتور نجم العلي: النظر في موضوع الاغتيالات وكيفية استثمارها من قبل الجماعات التفكيرية التي برزت عبر التاريخ الاسلامي في كل مرحلة، لابد ان نقف اصالة ان الاسلام هو دين الحياة والسلام، فالله سبحانه وتعالى خلقنا ووهبنا هذه الحياة لنحافظ عليها وانزل الكتب وارسل الرسل من اجل ان يتمم لنا هذه السعادة، لذلك ان العدوان على النفس الانسانية هو عدوان على هذا المنهج الالهي الرباني الذي اراده للبشر، الملائكة عليهم السلام في بداية الخلق عندما نظروا لترابية ادم عليه السلام قاسموه على سائر المخلوقات المتوحشة المتجردة عن الانسانية وقالوا "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ " فربنا سبحانه وتعالى اجابهم "اعلم ما لاتعلمون" فالله سبحانه وتعالى غرس فينا الفطرة والانسانية واكرمنا بكتبه ورسله ومنهجه، وهذا المنهج هو لضمان ان تسير البشرية بسلام وآمان.
واضاف الاستاذ نجم العلي: لهذا سبب كل العلماء يجمعون ان حفظ النفس الانسانية مقصد من مقاصد الشريعة الاسلامية ولهذا السبب لا عدوان على الانفس، اذن مسئلة حياة الانسان مقدسة في جميع الاديان السماوية، فالقرآن الكريم حدد المعايير العامة، وحرم علينا ان نقتل انفسنا، وكذلك حرم علينا ان نقتل ابناءنا، فالقتل غير مبرر ولايجوز لا نفسك الذي تظن انك تملكها ولا ابناءك الذي انت قيم ووصي عليهم، وبالتالي القرآن الكريم حدثنا عن واقعة تشيب لها النواصي "واذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت" كل هذه الايات القرآنية جاءت لتؤكد ان القتل مذموم ولامبرر فيه، لذلك قال الله تعالى "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" ليس لك مبرر ديني لتقتل اخاك الانسان، ولهذا السبب فان الفكر الداعشي والجماعات التفكيرية عبر التاريخ حاولت ان تتستر على هذه الجريمة التي تناقض الفطرة الانسانية وتناقض الدين من خلال المصوغات الدينية، وحاولت ان تستثمر في القرآن الكريم وفي السنة النبوية من اجل تجميل هذه الجريمة البشعة وانك حينما ترى كل هذا الخطاب الديني بالآيات والاحاديث على جرائم القتل دليل على ان هذه الجريمة بشعة لاتقرها النفس الانسانية السوية.
تابعوا حلقات الوجه الاخر على يوتيوب