الدعاء بعد زيارة عاشوراء الامام الحسين (ع) برواية علقمة

الثلاثاء 16 أغسطس 2022 - 05:58 بتوقيت غرينتش
الدعاء بعد زيارة عاشوراء الامام الحسين (ع) برواية علقمة

النهضة الحسينية-الكوثر: يوم عاشوراء هو اليوم الذي استشهد فيه الحسين (عليه السلام) وهو يوم المُصيبة والحُزن لائمة اهل البيت (عليهم السلام) وينبغي للمسلمين عامة إظهار الحزن: فعن الإمام علي الرضا (عليه السلام): "كان أبي عليه السلام إذا دخل شهر محرَّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه.

ينقل الشيخ الطوسي (رض) نصّ زيارة "علقمة" بأسانيده الى ان يصل الى علقمة بن محمد الحضرمي: قال علقمة قلت لأبي جعفر (ع): علّمْني دعاء أدع به ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب وأومأت من بُعد البلاد، ومن داري بالسلام إليه.

قال: فقال لي يا علقمة: إذا أنت صليت الركعتين بعد أن تومئ إليه بالسلام فقل عند الإيماء إليه من بَعد التكبير هذا القول، فانّك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زوّاره من الملائكة، وكتب اللّه لك مائة ألف ألف درجة، وكنت كمن استشهد مع الحسين "عليه السَّلام" حتى تشاركهم في درجاتهم، ثمّ لا تُعرف إلاّ مع الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب لك ثواب زيارة كلّ نبي وكلّ رسول وزيارة كلّ من زار الحسين "عليه السلام" منذ يوم قتل "عليه السلام" وعلى أهل بيته.

دعاء علقمة:

يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، يا مُجيب دعوة المُضطَّرين ، يا كاشف كُرب المكرُوبين ، يا غياث المُستغيثين ، يا صريخ المُستصرخين ، يا من هُو أقربُ إليَّ من حبل الوريد ، يا من يحُولُ بين المرء وقلبه ، ويا من هُو بالمنظر الاعلى ، وبالاُفُق المُبين ، ويا من هُو الرَّحمنُ الرَّحيمُ على العرش استوى ، ويا من يعلمُ خائِنة الاعيُن وما تُخفي الصُّدُورُ ، ويا من لأ يخفى عليه خافية ، يا من لأ تشتبهُ عليه الاصواتُ ، ويا من لاتُغلِّطُهُ الحاجاتُ ، ويا من لأ يُبرمُهُ إلحاحُ المُلحِّين ، ويا مُدرك كُلِّ فوت ، ويا جامع كُلِّ شمل ، ويا بارئَ النُّفُوس بعد الموت ، يا من هُو كُلَّ يوم في شأْن ، يا قاضي الحاجات ، يا مُنفِّس الكُرُبات ، يا مُعطي السُّؤلات ، يا وليَّ الرَّغبات ، يا كافي المُهمَّات ، يا من يكفي من كُلِّ شيء ولا يكفي منهُ شي في السَّموات والارض ، أَسأَلُك بحقِّ مُحمَّد خاتم النبيين وعليٍّ أمير المُؤمنين ، وبحقّ فاطمة بنت نبيِّك ، وبحقِّ الحسن والحُسين، فإنِّي بهم أتوجَّهُ إليك في مقامي هذا ، وبهم أتوسَّلُ ، وبهم أتشفَّعُ إليك ، وبحقِّهم أَسأَلُك واُقسمُ وأعزمُ عليك ، وبالشَّأْن الَّذي لهُم عندك وبالقدر الّذي لهُم عندك ، وبالَّذي فضَّلتهُم على العالمين ، وباسمك الّذي جعلتهُ عندهُم ، وبه خصصتهُم دُون العالمين ، وبه أبنتهُم وأَبنت فضلهُم من فضل العالمين حتَّى فاق فضلُهُم فضل العالمين جميعا أسألُك أن تُصلِّي على مُحمَّد وآل مُحمَّد وأن تكشف عنِّي غمِّي وهمِّي وكربي ، وتكفيني المُهمَّ من اُمُوري ، وتقضي عنِّي ديني ، وتُجيرني من الفقر ، وتجيرني من الفاقة ، وتُغنيني عن المسأَلة إلى المخلُوقين ، وتكفيني همَّ من أخافُ همَّهُ ، وجور من أَخافُ جوره ، وعُسر من أخافُ عُسرهُ ، وحُزُونة من أخافُ حُزُونتهُ ، وشرَّ من أخافُ شرَّهُ ، ومكر من أخافُ مكرهُ ، وبغي من أخافُ بغيهُ ، وسُلطان من أخافُ سُلطانهُ ، وكيد من أخافُ كيدهُ ، ومقدُرة من أخافُ مقدُرته عليَّ ، وترُدَّ عنِّي كيد الكيدة ، ومكر المكرة.

اللهُمَّ من أرادني فأردهُ ، ومن كادني فكدهُ ، واصرفُ عنِّي كيدهُ ومكرهُ وبأْسهُ وأمانيَّهُ ، وامنعهُ عنِّي كيف شئْت ، وأنّّى شئْت. اللهُمَّ اشغلهُ عنِّي بفقر لا تجبُرُهُ ، وببلاء لا تستُرُهُ ، وبفاقة لا تسُدَّها ، وبسُقم لا تُعافيه ، وذُلٍّ لا تُعزُّهُ ، وبمسكنة لا تجبُرُها. اللهُمَّ اضرب بالذُلِّ نصب عينيه ، وادخل عليه الفقر في منزله ، والعلَّة والسَّقم في بدنه ، حتَّى تشغلهُ عنِّي بشُغل شاغل لا فراغ لهُ ، وأنسه ذكري كما أنسيتهُ ذكرك ، وخُذ عنِّي بسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وقلبه وجميع جوارحه ، وأدخل عليه في جميع ذلك السُّقم ، ولا تشفه حتَّى تجعل ذلك لهُ شُغلا شاغلا به عنِّي وعن ذكري واكفني يا كافي ما لا يكفي سواك فإنَّك الكافي لا كافي سواك ، ومُفرِّج لا مُفرِّج سواك ، ومُغيث لا مُغيث سواك ، وجار لا جار سواك ، خاب من كان جارُهُ سواك ، ومُغيثُهُ سواك ، ومفزعُهُ إلى سواك ، ومهربُهُ إلى سواك ، وملجأُهُ إلى غيرك ، ومنجاهُ من مخلُوق غيرك ، فأنت ثقتي ورجائِي ومفزعي ومهربي وملجاي ومنجاي ، فبك أستفتحُ ، وبك أستنجحُ ، وبمُحمَّد وآل مُحمَّد أَتوجَّهُ إليك وأتوسَّلُ وأتشفَّعُ ، فأَسأَلُك يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، فلك الحمدُ ، ولك الشُّكرُ ، وإليك المُشتكى وأنت المُستعانُ ، فأسألُك يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، بحقِّ مُحمَّد وآل مُحمَّد أن تُصلِّي على مُحمَّد وآل مُحمَّد وأَن تكشف عنِّي غمِّي وهمِّي وكربي في مقامي هذا كما كشفت عن نبيِّك همَّهُ وغمَّهُ وكربهُ ، وكفيتهُ هول عدُوِّه ، فاكشف عنِّي كما كشفت عنهُ ، وفرِّج عنِّي كما فرَّجت عنهُ ، واكفني كما كفيتهُ واصرف عنّي هول ما أخافُ هولهُ ومؤُونة ما أخافُ مؤُونتهُ ، وهمَّ ما أخافُ همَّهُ بلا مؤُونة على نفسي من ذلك ، واصرفني بقضاء حوائِجي ، وكفاية ما أهمَّني همُّهُ من أمر آخرتي ودُنياي.

يا أمير المُؤْمنين ويا أبا عبد الله ، عليكُما منِّي سلامُ الله أبدا ما بقي الليلُ والنَّهارُ ، ولا جعلهُ اللهُ آخر العهد من زيارتكُما ولا فرَّق اللهُ بيني وبينكُما.

اللهُمَّ أحيني حياة مُحمَّد صلّى الله عليه وآله وذُرِّيَّته ، وأمتني مماتهُم ، وتوفَّني على ملَّتهم ، واحشُرني في زُمرتهم ، ولا تُفرِّق بيني وبينهُم طرفة عين أبدا في الدُّنيا والاخرة.

يا أمير المُؤْمنين ويا أبا عبدالله ، أَتيتُكُما زائِرا ومُتوسِّلا إلى الله ربِّي وربِّكُما ، ومُتوجِّها إليه بكُما ، ومُستشفعا بكُما إلى الله تعالى في حاجتي هذه فاشفعا لي فإنَّ لكُما عند الله المقام المحمُود ، والجاه الوجيه ، والمنزل الرَّفيع والوسيلة ، إنِّي أنقلبُ عنكُما مُنتظرا لتنجُّز الحاجة وقضائِها ونجاحها من الله بشفاعتكُما لي إلى الله في ذلك فلا أخيبُ ، ولا يكُونُ مُنقلبي مُنقلبا خائِبا خاسرا بل يكُونُ مُنقلبي مُنقلبا راجحا مُفلحا مُنجحا مُستجابا بقضاء جميع الحوائِج وتشفعا لي إلى الله ، انقلبتُ على ما شاء اللهُ ولا حول ولا قُوَّة إلاّ بالله ، ومُفوِّضا أمري إلى الله ، مُلجئا ظهري إلى الله ، مُتوكِّلا على الله ، وأقُولُ حسبي اللهُ وكفى ، سمع اللهُ لمن دعا ، ليس لي وراء الله ووراءكُم يا سادتي مُنتهى ، ما شاء ربِّي كان ، وما لم يشأْ لم يكُن ، ولا حول ولا قُوَّة إلاّ بالله أستودعُكُم الله ، ولا جعلهُ اللهُ آخر العهد منِّي إليكُما ، انصرفتُ يا سيِّدي يا أمير المُؤْمنين ومولاي وأنت يا أبا عبدالله ، يا سيّدي وسلامي عليكُما مُتَّصل ما اتَّصل الليلُ والنَّهارُ واصل ذلك إليكُما غيرُ محجُوب عنكُما ، سلأمي إن شاء ، اللهُ وأسأَلُهُ بحقِّكُما أن يشاء ذلك ويفعل فإنَّهُ حميد مجيد ، انقلبتُ يا سيِّديَّ عنكُما تائِبا حامدا لله ، شاكرا راجيا للاجابة ، غير آيس ولا قانط ، آئِبا عائِدا راجعا إلى زيارتكُما غير راغب عنكُما ولا عن زيارتكُما ، بل راجع عائِد إن شاء اللهُ ، ولا حول ولا قُوَّة إلاَّ بالله العليِّ العظيم ، يا سادتي رغبتُ إليكُما وإلى زيارتكُما بعد أن زهد فيكُما وفي زيارتكُما أهلُ الدُّنيا فلا خيَّبني اللهُ ما رجوتُ ، وما أمّلتُ في زيارتكُما ، إنّه قريب مُجيب.

وقد اجاد الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري بقصيدته حين يقف على القبر الشريف ليشم أريج الاباء والكرامة فخاطب القبر :

فداء لمثواك من مضجع *** تنوّر بالابلج الاروع

بأعبق من نفحات الجنان *** روحاً ومن مسكها أضوع

شممت ثراك فهب النسيم *** نسيم الكرامة من بلقع

وعفرت خدي حيث استراح *** خدّ تفرى ولم يضرع

إقرأ أيضا: زيارة الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء... (2) سند ثوابها