اورد الشيخ الطوسي (رض) محمد بن الحسن بن علي بن الحسن 385 ــ 460 هـ) زيارة سيد الشهداء (عليه السلام) في العاشر من شهر محرم الحرام بطرق خمسة، ونقل سنده إلى كتابه في الفهرست بالنحو التالي: ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر (ع) .(الفهرست: 165 باب محمّد: برقم606، وذكره أيضاً ص183 برقم705) وعلى هذا فالشيخ يروي زيارة الامام الحسين ـ عليه السَّلام ـ في يوم عاشوراء وثوابها عن المشايخ التالية:

1-  ابن أبي جيد.

2- محمد بن الحسن بن الوليد.

3- علي بن إبراهيم.

4- محمد بن إسماعيل بن بزيع.

5- صالح بن عقبة.

6- عقبة بن قيس.

7- عن أبي جعفر الباقر "عليه السَّلام".

دراسة أحوال رواة الزيارة :

1- محمد بن الحسن بن الوليد:

محمد بن الحسن بن الوليد(المتوفّى عام 343هـ) وهو من مشايخ الطائفة وأجلاّئها، غني عن الوصف والبيان، ويصدر عنه الشيخ الصدوق في (كتاب التعديل والتجريح).

2- علي بن إبراهيم القمي:

علي بن إبراهيم وهو شيخ الكليني الذي كان حيّاً عام 307هـ، وهو من مشايخ الطائفة الذين لا يُشق غبارهم.

3- محمّد بن إسماعيل بن بزيع:

محمّد بن إسماعيل بن بزيع من أصحاب (أبي الحسن الأوّل والرضا والجواد "عليهم السلام") ، يقول الشيخ في رجاله: ثقة صحيح كوفي.(رجال الشيخ: 364، أصحاب الرضا "عليه السلام" ، برقم6) ويقول النجاشي: من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل (رجال النجاشي: 2: 214 برقم894).

4- صالح بن عقبة:

صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان عرّفه النجاشي بقوله: صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة روى عن أبيه عن جدّه. وروى عن زيد الشحام. روى عنه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب. وابنه إسماعيل بن صالح بن عقبة.(رجال النجاشي: 1: 444، برقم 530)    .

وعلى ذلك بنى جمع من علماء مدرسة الأمامة كالسيد بحر العلوم الطباطبائي رحمه اللّه في الفائدة العاشرة من فوائده الرجالية.(الفوائد الرجالية: 4: 114) فذهب إلى أنّ جميع من ذكره الطوسي والنجاشي في كتابيهما من الشيعة الإمامية صحيح المذهب، ممدوح بمدح عام يقتضيه الوضع لذكر المصنفين العلماء والاعتناء بشأنهم وشأن كتبهم، وذكر الطريق إليهم، وذكر من روى عنهم، و من رووا عنه، إلاّ من نص فيه على خلاف ذلك من الرجال (كالزيدية والفطحية والواقفية) وغيرهم، وعلى ضوء ذلك، فان صالح بن عقبة، هو إمامي ممدوح بمدح عام، هذا من جانب ومن جانب آخر يروي عنه شيخان عظيمان من مشايخ الشيعة الكبار هما:

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب(المتوفّى عام 262هـ).

ومحمد بن إسماعيل بن بزيع من كبار مشايخ الشيعة، الذي ذكر عند الرضا "عليه السلام" فقال ( وددت انّ فيكم مثلَه).

5- عقبة بن قيس بن سمعان:

عنونه الشيخ الطوسي في رجاله وعدّه من أصحاب الإمام الباقر "عليه السلام" (رجال الشيخ: 142، اصحاب الإمام الباقر "عليه السلام"، برقم74)، وكونه من أصحاب الإمام الباقر "عليه السلام" يدلّ على أنّه إمامي ولم يظفر الشيخ بشيء من الذم فيه.

إلى هنا تمت دراسة السند الأوّل للشيخ الطوسي إلى بيان زيارة الامام الحسين في يوم عاشوراء  .

تـبـكيكَ عيني لا لأجلِ مثوبة ٍ           لـكـنّـمـا عيني لأجلِكَ باكية

تـبـتـلُّ مـنكم كربلا بدمٍ ولا              تـبـتـلُّ منِّي بالدّموعِ الجارية

أَنْـسَـتْ رزيـتُكُم رزايانا التي            سـلـفت وهوّنت الرزايا الآتية

وفـجـائـعُ الأيـامِ تـبقى مدّة ً              وتزولُ وهي إلى القيامة ِ باقية