كما ورواها (زيارة عاشوراء) الشيخ ابن قولويه (رض) بطريقين، فيكون الطرق إليها خمسة، وإليكم الأسانيد بنصها وتحليلها.
قال الشيخ الطوسي: روى محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر "عليه السلام" ، قال: (من زار الحسين بن علي عليهما السَّلام في يوم عاشوراء من محرم الحرام حتّى يظلّ عنده باكياً، لقي اللّه عزّ وجلّ يوم يلقاه بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة، ثواب كلّ غزوة وحجّة وعمرة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول اللّه "صلَّى الله عليه وآله " ومع الأئمة الراشدين).
قال: قلت جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟
قال الامام الباقر (ع): (إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام واجتهد في الدعاء على قاتله وصلّى من بعدُ ركعتين، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس، ثمّ ليندب الحسين "ع " ويبكيه، ويأمر من في داره ممن لا يتّقيه بالبكاء عليه، ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه، وليعزَّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين "ع" ، وأنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك على اللّه تعالى جميع ذلك).
قلت: جعلت فداك أنت الضامن ذلك (الثواب) لهم والزعيم ؟!
قال الامام (ع): (أنا الضامن وأنا الزعيم لمن فعل ذلك(.
قلت: فكيف يُعزّي بعضنا بعضاً ؟
قال (تقولون: أعظم اللّه أُجورنا بمصابنا بالحسين "عليه السَّلام" وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد "عليهم السَّلام" ، وإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فانّه يوم نحس لا يُقضى فيه حاجة مؤمن، فإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير فيها رشداً، ولا يدَّخرن أحدكم لمنزله فيه شيئاً فمن ادّخر في ذلك اليوم شيئاً لم يبارك له فيما ادّخره ، ولم يبارك له في أهله، فإذا فعلوا ذلك كتب اللّه تعالى لهم أجر ثواب ألف حجّة وألف عمرة وألف غزوة كلّها مع رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله ـ وكان له أجر وثواب مصيبة كلّ نبي ورسول ووصي وصدّيق وشهيد مات أو قتل منذ خلق اللّه الدنيا إلى أن تقوم الساعة).(مصباح المتهجّد، 713).
إلى هنا تمّ سند الشيخ الطوسي (رض) إلى بيان ثواب زيارة الامام الحسين (ع) يوم عاشوراء دون أن يذكر فيه نصّ خاص للزيارة، بل اقتصرت الرواية في نيل الثواب على ما جاء في الرواية من البروز إلى الصحراء أو الصعود إلى السطح المرتفع والإيماء إليه بالسلام والاجتهاد في الدعاء على قاتله.
أَفاطِمُ لَوْ خِلْتِ الْحُسَيْنَ مُجَدَّلا *** وَقَدْ ماتَ عَطْشاناً بِشَطِّ فُراتِ
إِذاً لَلَطَمْتِ الْخَدَّ فاطِمُ عِنْدَهُ *** وَأَجْرَيْتِ دَمْعَ الْعَيْنِ فِي الْوَجَناتِ
أَفاطِمُ قُوْمي يا ابْنَةَ الْخَيْرِ وَانْدُبي *** نُجُومَ سَماوات بِأَرْضِ فَلاةِ
قُبُورٌ بِکُوفان وَاُخْرى بِطيبَة *** وَاُخْرى بِفَخٍّ نالَها صَلَواتي
قُبُورٌ بِبِطْنِ النَّهْرِ مِنْ جَنْبِ کَرْبَلا *** مُعَرَّسُهُمْ فيها بِشَطِّ فُراتِ
تُوُفُّوا عَطاشاً بِالْعَراءِ فَلَيْتَني *** تُوُفِّيتُ فيهِم قَبْلَ حينِ وَفاتي
إقرأ أيضا: زيارة الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء... (1) طرق سندها