(1)
ولأبكينَّ على الحسينِ رزيَّةً
................................
خَلِّ الدُّمُوعَ الزاكياتِ تسيلُ
فالقلبُ دامٍ والمُصابُ جليلُ
ولَيَومُ تذكِرةِ النَّوائبِ عِبرَةٌ
والإعتِبارُ مِنَ الزمانِ جميلُ
قُلْ للمُليمِ عَزاءَنا وبُكاءَنا
بمصائِبٍ عَسَفَتْ وليسَ تزُولُ
ماذا أضَرَّكَ مِنْ بُكائيَ عِتْرةً
هُمْ زهرَةُ الدُّنيا وهُمْ إكليلُ
لكنَّهم ظُلِمُوا وسِيمُوا غُرْبَةً
وتقاذفَتْهُمْ نَعْرَةٌ وذُحُولُ
وهُمُ ذَخائِرُ أحمدٍ ووَصيَّةٌ
أركانُها التوحيدُ والتهليلُ
صلّى الإلهُ على الشهيدِ بِكَربَلا
سبطِ الأمينِ ومَنْ لَهُ التبجيلُ
للهِ دَرُّكَ يا حسينُ مُجاهداً
حزنَتْ له التوراةُ والإنجيلُ
والمُصحفُ القرآنُ يندُبهُ أسىً
مِن قبلِ أنْ يتنزَّلَ التنزيلُ
إنَّ الحسينَ لَنَهْضَةٌ وَثّابَةٌ
تَهدي الأنامَ وضوءُها قنديلُ
ما لي إذا جاءَ المُحرَّمُ هاتفاً
بدمِ الحسينِ أكادُ فيهِ أزولُ
أَلِأَنّهُ ذكرى ظليمةِ أحمدٍ
واستُضعِفَ التنزيلُ والتأويلُ ؟
أمْ أنّهُ شهرُ الحسينِ مُضمّخَاً
بدِماهُ وهو مغرَّبٌ مقتولُ ؟
تاللهِ إنَّهما مَعَاً لَظُلامةٌ
تجتاحُ لُبِّيَ فالفؤادُ عليلُ
ولأبكينَّ على الحُسينِ رزيَّةً
ألمَاً وإنّ بكاءَهُ لقليلُ
ولأذكُرَنَّ مَصائباً في كربلا
يبكي لها المنقولُ والمعقولُ
واحسرتاهُ عليكَ يا بنَ محمدٍ
ولنا العزاءُ وذا العزاءُ عويلُ
أوَ مثلُ سبطِ محمدٍ يرِدُ الرَّدى
عَطِشاً وذا ماءُ الفراتِ جزيلُ
ومجندلاً يُسقى البواترَ غِلْظةً
ونبالُهُم منهم إليهِ رَسُولُ؟
أو هكذا أجْرُ النبيِّ محمدٍ
ملءَ الحناجرِ كلُّ آهٍ قُولُوا
...........................
(2)
قتلوا رسولَ اللهِ في سبطِ الهُدى
_________
ياعينُ جودي بالدموعِ وجدِّدي
حُزناً على آلِ النبيِّ محمدِ
في يومِ عاشوراءَ سِيموا مِحنَـةً
أدمتْ قلوبَ المسلمينَ العُبَّـدِ
هُمُو وصيةُ أحمدٍ وقرابَةٌ
طلبَ النبيُّ وِصـالَها بِتَـودُّدِ
أجـراً لـهُ فلقد هدانا للنُـهى
لولا رسولُ اللهِ لا لم نَعبُـدِ
قتلوا رسولَ اللهِ في سبطِ الهُدى
مَنْ كانَ منهُ محمدٌ في المَقصَدِ
مِني حسينٌ واْنا مِنهُ أرُومَـةً
نعُمتْ اُصولُ الأطهرينَ الزُهَّـدِ
يا ويلتا قُتِـلَ الحسينُ بكربلا
وهو الإمامُ البَـرُّ خيـرُ مُوحِّـدِ
حصرُوهُ عطشاناَ بأرضِ سِقايةٍ
حيثُ الفـراتُ يمُـدُّها بالموردِ
لكنَّ أهلَ الجـهلِ رامُوا ثأرَ مَنْ
هلكُوا على الكُـفرِ المبينِ المُحقَدِ
فهُمُو مواريثُ الضغائنِ والعَـمى
وبَنـو رسولِ اللهِ إرثُ السُجَّـدِ
أفـنَوهُمُ يومَ الكريهةِ عِتـرةً
ما مثلُهم في العالمينَ وهم صَدِ
قطعوهُموُ إرَبـاً اُذيقـوا قَـتْـلَةً
تبكي لها عينُ الشريفِ الأصيدِ
قتلوا شبيهَ محمدٍ بجمـالهِ
وخصالِه وكلامِهِ في المُـجَّدِ
حرقُوا به قلبَ الحسين قساوَةً
إذ أبرحُوهُ بكلِّ طعـنٍ مُجهِـدِ
لم ينظُروا فيهِ النبيَّ محمداً
بل قطّعُوهُ وفَخرُهُ لم يُحمَدِ
فعلى عليِّ بنِ الحسينِ مدامعي
حَـرَّى ويا لِمصيبةٍ لم تَخمُـدِ
وسقَـوا رضيعاً للحسينِ بسَهمِهِم
شُلّتْ يدا الرّامي الحقُودِ المُعتدِي
ما كانَ أقسى قلبُ جيشِ عـدُوِّهِ
لو أنَّ صخراً رامَ ماءً لافتُدِي
عجباً وهذا بُرعمٌ من أحمدٍ
يُسقى بسهمِ الحتفِ معصُومَ اليَدِ
صلَّى عليه اللهُ طفلاً زاكيِاً
رُضِـعَ الشهادةَ وهو طُـهرُ المُحتَدِ
وا حُزنَ نفسي في بناتِ المصطفى
يَلقَيْن كربَ السَبيِ وَسطَ تشرُّدِ
ولقد رُزِئنَ بعادياتٍ جمّـةٍ
في كربلاءِ القاتلينَ حِمىً فُدِي
حُزني على اُمِّ المصائبِ زينبٍ
نظرتْ قرابيناً مَضتْ بِتعَـبُّـدِ
صرعى جُيوشٍ أسلمتْ بمحمدٍ
وحفيـدُهُ فوق الثرى لم يُلْـحَدِ
ولقد سقاهُ المجرمونَ بواتراً
والجيشُ بين مُفاخرٍ ومُعربـِدِ
ما استُشهدتْ في كربلاء قتيلةً
لكنّـها انهَـدَّتْ لهولِ المشهَـدِ
وتشمُّ جثمانَ الحسينْ مجَندلاً
حبّاً بِنبراسٍ شذا في المـولِدِ
من طيبِ فاطمةَ البتولِ وحيدرٍ
ودمِ الشهادةِ والفِـدا بالأجـوَدِ
فحسينُ ضحّى بالبنينِ وإخـوَةٍ
غُذُّوا صَفا التوحيدِ في بيتٍ هُـدِي
وهو ابنُ بنتِ المصطفى وحبيبُهُ
ودليـلُ آياتِ الكتابِ المُـرشِدِ
في كربلاءَ تضمَّخُوا بدمائِهم
وغدتْ مصارِعهُمْ مَشاعلَ لِلغَـدِ
..............................
(٣)
آهُ یا أرضَ كربلاءَ
_____
أجدبَ الدهرُ يومَ كربٍ وبيلِ
في طُفوفٍ ضنَّتْ بماءِ الغليلِ
هو كربٌ عدى على الدينِ طُرّاً
واستباحَ الحسينَ يوم َ النُكولِ
وهو سبطُ النبيِّ طُـهْرٌ شريفٌ
وشريكُ القرآنِ هادي السبيلِ
ثارَ بالحقِّ مرشداً ودليلاً
ضذَّ حُـكمٍ لا يستقيمُ غليلِ
آهِ يا أرضَ كربلاءَ طغا البغـ
ـيُ بليلٍ داجي السوادِ ثقيلِ
طالَ حُزنُ الاُلى كِراماً عِظاماً
باضطهادٍ ومجرياتٍ مَهُولِ
فعلى مصرعِ الحُسينِ دموعٌ
سائلاتٌ حرّى بكلِّ مَسِيلِ
يا سَليلَ الطُّهرَينِ خيرَ إمامٍ
حلَّ في قلبِ كلِّ حُرٍّ أصيلٍ
قد نهجتَ الجهادَ دربَ صلاحٍ
فسلكنا لحرب باغٍ جهولِ
مُذ حَيِينا نذوقُ طعمَ البلايا
ذنبُنا حُبُّنا لآلِ الرسولِ
حزنُنا دائمٌ وإنْ لامَ وغدٌ
وابتغانا بالذبحِ والتقتيلِ
فمتى ينجلي الظلامُ بصبحٍ
يزدهي باللِّقا المُغيثِ الجميلِ
يا بن طه الأمينِ وابنَ عليٍّ
وحبيبَ الزهرا المصونِ البتولِ
يومُ عاشورَ سوف يبقى مناراً
وسيبقى للحقِّ خيرَ دليلِ
فسلام عليكَ جُرحُكَ أحيا
خيرَ دينٍ بعد الونى والخمولِ
**
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي