16- حَقُّ سَائِسِكَ بالعِلْــــم
وأَمَّا حَقُّ سَائِسِكَ بالعِلْـمِ فالتَّعْظِيمُ لَهُ والتَّوْقِيرُ لِمَجْلِسِهِ وَحُسْــــنُ الاسْــــتِمَاعِ إليهِ وَالإقْبَالُ عَلَيْه وَالْمَعُونةُ لَهُ عَلَى نفْسِكَ فِيمَـا لا غِنَى بكَ عَنْهُ مِنْ الْعِلْمِ بأَنْ تُفَرِّغَ لَهُ عَقلَكَ وَتُحْضِرَهُ فَهْمَـكَ وتُزَكِّي لَهُ قَلْبَكَ وتُجَلِّى لَهُ بَصَرَكَ بتَرْكِ اللّذَّاتِ وَنقْص الشّهَوَاتِ، وَأَنْ تَعْلَـمَ أَنَّكَ فِيمَا أَلقَى إلَيْكَ رَسُولُهُ إلَى مَنْ لَقِيَكَ مِنْ أَهْلِ الْجَهْلِ فَلَزِمَكَ حُسْنُ التَّأْدِيَةِ عَنْهُ إلَيْهِمْ، ولا تَخُنْهُ فِي تَأْدِيَةِ رِسَالَتِهِ وَالْقِيَامِ بهَا عَنْهُ إذا تَقَلَّدْتَهَا. وأن لا ترفع عليه صوتك، وأن لا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب ،ولا تحدث في مجلسه أحدا ،ولا تغتاب عنده أحدا، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه ،وتظهر مناقبه ،ولا تجالس له عدوا ،ولا تعادي له وليا،فإذا فعلت ذلك شهدت ملائكة الله عز وجل بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل وعز اسمه ، لا للناس ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا باللهِ.