وقد نطق القرآن الكريم بلفظ «اﻻبَّ» - بهذا المعنى - في قوله تعالى في سورة عبس: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ﴾؛ فالفاكهة لأجل تمتع الإنسان، واﻻبَّ لأجل تمتع الأنعام.
وجاء بالفاكهة مفردا ﻷنه أراد جنس الفاكهة، واسم الجنس - كما هو معروف - يتضمن معنى الجمع ؛ ولذا ناسبه (أَبّاً) مفردا، ايضا، لأنه أراد جنس اﻻبَّ؛ والله العالم.
واﻻب (بدون تشديد الباء) معروف، والأبوان: اﻻب واﻻم، وهذا اللفظ ليس مثنى حقيقة؛ بل يشبه المثنى، وقد ثني من باب التغليب؛ ﻷنه لو كان مثنى حقيقة؛ لكان معناه: أب و أب، وليس الأمر كذلك.
وهناك الفاظ مثناة أخرى من باب التغليب؛ أمثال: الحسنان: الحسن والحسين؛ وليس المراد حسن وحسن. والمروتان: الصفا والمروة؛ وليس المراد: صفا وصفا. والقمران: الشمس والقمر؛ وليس المراد: قمر وقمر.
واﻻب (عند المسيحيين): لقب كنسي شرفي للرهبان.
المصدر: موقع مجلة الهدى الثقافية
الكاتب: السيد جواد الرضوي