فما إن يعرف عنك مجرد الولاء أو حتى الاهتمام بأهل بيت النبوة حتى يباغتك الاتهام بأنك تسب الصحابة ووو!!.
السؤال اللغز كيف يمكنك أن تنهل من فيض علم ومعارف أهل بيت النبوة دون أن تلاحق بهذه التهمة الظالمة وهي ظالمة لأن الفحش في القول ليس من سمات المؤمنين إلا أنها كانت وستبقى معضلة لأنها تهمة رخيصة يراد بها دغدغة عواطف العوام وتأليبهم على شيعة محمد وآل محمد.
قبل أعوام قليلة وفي ندوة فضائية حضرها أحد خبراء الكفتة من جماعة الإخوان قال الرجل: نحن نرحب بفقه الشيعة ويمكننا الأخذ منه ولكن لا نرحب بعقيدتهم!!.
الرجل على ما يبدو نجح في عبور البحر ولم نر أثرا للابتلال على ثيابه الأنيقة وكان ردي عليه: كيف يمكنك الأخذ من هذا الفقه في حين أنك ترفض منطلقاته العقائدية وكيف يمكن أن تأخذ فقها إسلاميا من أناس تتهمهم بالمروق عن الإسلام؟!.
في الصباح (أنتم رافضة مجرمون) وفي المساء (أنتم أصحاب فقه إسلامي)!!.
أربعة عشر قرن وشيوخ الكفتة (يَنْقُلُون الرَّدَى عَلَى ظَهْرِهِم مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ لِرَأْيٍ يُحْدِثُونه بَعْدَ رَأْيٍ، يُرِيدُون أَنْ يُلْصِقَوا مَا لَا يَلْتَصِقُ، وَيُقَرِّبَوا مَا لَا يَتَقَارَبُ) ويصادرون حقنا وحق البشرية بأسرها في المعرفة دون أن يتفقوا على قول أو يجمعوا على رأي وكأن الإرهاب والفقر والجهل والظلم الذي تعيشه أمتنا منتج مستورد قام الغرب (الكافر)بتصديره إلينا وليس له أسباب وجذور مترسخة في مجتمعنا وثقافتنا وطريقة تعاطيه مع الدين.
إذا ساقك حظك (العاثر) لمناظرة هؤلاء فستسمع عجبا فتارة يقولون (لو عصرتني فسيخرج مني عصير حب أهل البيت بنكهة الفراولة)!!.
يا أخي عصرناك ولم نشم إلا الروائح الكريهة والمقززة ولا أدري ما هو الدليل على حبكم المزعوم لأهل البيت؟!.
الآخر يقول (ومن الحب ما قتل!) وكأنه سبحانه قال أحبوهم ولا تتبعوهم (لئلا تضلوا وتهلكوا)!!.
ألم يقل سبحانه (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) أي أن الباب مفتوح أمام المزيد وليس العكس كما يزعم ويدعي القوم.
(أَيْنَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنَا كَذِباً وَبَغْياً عَلَيْنَا أَنْ رَفَعَنَا اللَّهُ وَوَضَعَهُمْ وَأَعْطَانَا وَحَرَمَهُمْ وَأَدْخَلَنَا وَأَخْرَجَهُمْ بِنَا يُسْتَعْطَى الْهُدَى وَيُسْتَجْلَى الْعَمَى إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ غُرِسُوا فِي هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ لَا تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ وَلَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ مِنْ غَيْرِهِمْ). هذا ما قاله الإمام علي عليه السلام.
المسألة أبدا لم تكن يوما ما فرط احترام وتقديس لأناس يزعمون أنهم من نقل لنا الدين كما أنها لا يمكن أن تكون حالة كراهية من غير سبب لهؤلاء إذ لو كان الأمر متعلقا بحب الله ورسوله لأشادوا بمن نقل لنا الدين الصحيح وليس أولئك الذين خلطوا الحابل بالنابل وغير ذلك من الخزعبلات التي أدمن القوم ترديدها دون فهم ولا بينة.
لو كانوا حقا (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ).
هل يمكننا الوصول مباشرة لعلم أهل بيت النبوة وحكمتهم أو حتى فقههم دون أن يجري إغراقنا في اليم مثلما نجح الدكتور كفتة دون أن نشتبك في كل مرة حول هذه المسألة؟!.
لا أظن فهذا هو السهم الوحيد والأخير في جعبتهم الخالية من العقل والمنطق والحجة والدليل والبرهان!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
01/04/2019