التّوبه أو "براءة".. ما سبب التسمية ولماذا تركت البسملة فيها؟

الأحد 17 فبراير 2019 - 09:58 بتوقيت غرينتش
التّوبه أو "براءة".. ما سبب التسمية ولماذا تركت البسملة فيها؟

مفاهيم قرآنية – الكوثر:

 

أطلق عليها [سورة التّوبة] اسم (براءة)، وذلك من خلال افتتاحيتها التي تمثّلت بهذا الحدث البارز الذي واجه به الله ورسوله المشركين، بالبراءة منهم ومقاطعتهم، والإعلان لهم بتحريم الحجّ عليهم وإخراجهم من دار الإسلام، وذلك للإيحاء بأنّ السورة تتضمّن الدعوة إلى هذه البراءة، لا من هذه الجماعة من المشركين فحسب، بل من كلّ النماذج من الكافرين والمنافقين الذين يواجهون الإسلام بطريقة مباشرة، أو بأسلوب الخداع والتّضليل واللفّ والدّوران، وذلك هو الموقف الحاسم الذي يمثّله الخطّ الإيمانيّ المتحرّك في حياة الإنسان، الذي يرفض في الفكر والموقف كلّ ما هو غير إسلامي، وذلك لتأكيد الخطوط الفاصلة التي تميّز المسلم عن غيره في فكر الحياة وحركتها.

 

هل هي سورة مستقلّة؟

 

قال بعضهم إنها امتداد لسورة الأنفال، وبذلك علَّل عدم ذكر البسملة في أولها كما هو نهج بقية السور، ولكن الظاهر أنها سورة مستقلّة، لأنّ التنظيم القرآني للسور الذي تلقّاه المسلمون يداً بيد، اعتبرها سورةً واحدة، وليست جزءاً من سورة، كما أنّ دراسة النظم القرآني للسورتين يوحي بذلك، أمّا إهمال البسملة فيها، فله حديثٌ آخر وتفسيرٌ آخر.

 

* * *

 

لماذا تركت البسملة في بدايتها؟

 

لم يرد للبسملة ذكر في بداية السورة، وربما كان السّبب في ذلك، أنها كانت إعلاناً للبراءة والقطيعة والحرب في بعض المجالات، ولعلّ من الطبيعي أنّ البسملة في معناها الذي يوحي بالرحمة، لا تتناسب مع ذلك كلّه، فكان المناسب إهمالها، والله العالم.

 

العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله

 

*تفسير "من وحي القرآن"، ج 11.