ما هي حقيقة معركة قرقيسيا...وما علاقتها بعصر الظهور؟!!

الخميس 15 نوفمبر 2018 - 13:36 بتوقيت غرينتش
ما هي حقيقة معركة قرقيسيا...وما علاقتها بعصر الظهور؟!!

و هنا نحصل على دلالات ومؤشرات كبیرة وھامة للغاية بان معركة قرقیسیا لیست كما يصورھا البعض بانھا حادثة عابرة بین جھات عادية ، بل هي معركة كبيرة وضخمة...

كثر الحديث في الآونة الاخیرة عن علامات الظھور الشريف ، واصبح ذكر المخلص على كل لسان ، ولم يقتصر الأمر على المسلمین ، بل تخطاه حتى وصل الى حاخامات بني صھیون وقساوسة ورھبان الروم وعامة الناس من كل الالوان والاجناس ، وبدأت البشرية من كل الفئات والاطیاف رحلة الغوص في بحار الروايات وأمھات الكتب ومخطوطات الفتن والملاحم والبحث عن العلامات الدالة على اقتراب ھذا الاستحقاق الالھي الكبیر و لعل الدافع الأكبر وراء ھذه الموجة الغیر مسبوقة ھي احداث ارض الشام التي اندلعت قبل اربعة اعوام وما شھدته ولا تزال تشھده من صراع أليم و مرير و لم ينحسر ھذا الحريق في جغرافیة ارض الشام ، بل انتشر ووصلت نیرانه الى دول مجاورة ، كما وصلت سحب الدخان الى دول إقليمية و عالمية . والغريب العجیب بان ھذه الاحداث قد ذكرت في روايات الاديان الرئیسیة ( الاسلام / المسیحیة / الیھودية ) ، والأغرب بأن هذه الأحداث ات تشبه سابقاتھا منذ آدم علیه السلام والى يومنا ھذا ، فلأول مرة بالتاريخ تتآمر قوى الكون مجتمعة على بلد آمن ، ولأول مرة بالتاريخ تشارك بالمعركة اجناس من البشر من معظم بلاد العالم ( اكثر من مئة جنسیة عربیة وعالمیة ) ومن مختلف الاديان والمذاھب ( جمیع الأديان و المذاهب الرئیسیة ) . والأغرب من ھذا وذاك بأن الامم العالمیة مجتمعة بقصد او بغیر قصد وقفت عاجزة عن ايقاف شلالات الدماء وفنون القتل و كلما حاولوا رتقھا من جھة انفتقت من جھة اخرى ، وتطورت احداثھا بسرعة دراماتیكیة غیر مسبوقة واصبحت ارض الشام ساحة لصراع الأمم و حقل تجارب لمعظم انواع الاسلحة واسالیب التجسس ، وامتلأت اجواء سوريا بمختلف انواع الطائرات الحربیة والاستطلاعیة والتجسسیة.

فلماذا تتدخل القوى الفاعلة بأحداث أرض الشام ؟ والى أين ستذھب الامور وما ھو المتوقع بحسب الروايات ؟

إلى أين نحن ذاهبون وما ھو المتوقع ؟

بعد هذا العرض المختصر لأحداث أرض الشام ، ومتابعة لسیر الامور وللاجابة على التساؤلات الكبیرة ، واذا سلمنا جدلاً بان ھذه الاحداث ھي إرهاصات عصر الظهور، بعدما اثبت معظم المحققون والمختصون باقتفاء اثار العلامات بأن احداث سوريا ھي نفسھا التي تحدثت عنھا روايات الديانات المختلفة ، يترتب علینا استقراء المرحلة القادمة من خلال الروايات الشريفة حول احداث الشام .

من أهم العلامات التالیة التي ستظھر على مسرح الاحداث ھي حرب قرقیسا او مأدبة السماء كما تعرف ، لانھا مرتبطة بوضوح مع الرايات المتصارعة الأصھب / الابقع / السفیاني ) وكذلك ارتباطھا مع الشخصیات المحورية الثلاثة ( السفیاني / الخراساني / الیماني) ، ولكن قبل الوصول الى هذه المعركة ،علینا ان لا نغفل عن احداث مھمة تسبق المعركة وھي صوت من ناحیة دمشق بالفتح وخسف الجابیة ( حرستا) ، و سقوط طائفة من مسجد دمشق ، ومارقة تمرق من ناحیة الترك ، ومرج الروم ، ونزول اخوان الترك الى الجزيرة ، ونزول مارقة الروم الى الرملة و إختلاف كبير في ارض المغرب العربي .

عن الإمام الباقر علیه السلام: ( إلزم الأرض لا تحركن يدك ولا رجلك أبدا، حتى ترى علامات أذكرھا لك في سنة وتر، مناديا ينادي بدمشق، و خسف بقرية من قراھا، ويسقط طائفة من مسجدھا، فإذا رأيت الترك جازوھا فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة، وأقبلت الروم حتى نزلت الرملة، و هي سنة إختلاف في كل أرض من أرض العرب (المغرب). وإن أھل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: الأصھب والأبقع والسفیاني،فيلقى السفياني الأبقع فيقتتلون فیقتتلون فیقتله ومن معه ويقتل الأصھب ، ثم لايكون ھمه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جیشه بقرقیسا فیقتلون بھا مائة ألف رجل من الجبارين . ). (الإمام المھدي ج5 :ص 20 )

و هنا نحصل على دلالات ومؤشرات كبیرة وھامة للغاية بان معركة قرقیسیا لیست كما يصورھا البعض بانھا حادثة عابرة بین جھات عادية ، بل هي معركة كبيرة وضخمة ومن اھم واكبر واعظم المعارك التي لم يشھد لھا التاريخ مثیلاً ، وقد يتفاجأ البعض اذا قلنا بأنھا أھم من الحروب العالمية الأولى والثانیة من حیث قوة الاسلحة وسرعتھا وتأثیرھا وعدد قتلاھا ، والرقم المشار الیه في الروايات بانه مئة الف ما ھو الا رقم رمزي مشغر لأن ھذه الحرب وصفت بمأدبة السماء التي ستشبع من لحوم قتلاھا سباع الارض وطیور السماء . ونحن نعتقد ومن خلال الأبحاث الدقيقة والادلة العلمیة والاستنتاجات المنطقیة بأن ھذه الحرب تستحق اسم الحرب العالمیة الثالثة .

يقول الإمام الباقر علیه السلام في توصیف معركة قرقیسیا ( أما إنه سیكون بھا وقعة لم يكن مثلھا منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات و الأرض و لا يكون مثلھا ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطیر . تشبع منھا سباع الأرض وطیور السماء )

و إليكم هذه الأدلة من الكتاب المقدس – العھد الجديد – سفر الرؤيا ( 15-14:9)قائلا للملاك السادس الذي معه البوق فك الاربعة الملائكة المقیدين عند النھر العظیم الفرات فانفك الاربعة الملائكة المعدون للساعة و اليوم و الشھر و السنة لكي يقتلوا ثلث الناس إشارة الى معركة قرقیسیا .

(18-17:19)رأيت ملاكا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت عظیم قائلا لجمیع الطیور الطائرة في وسط السماء ھلم اجتمعي الى عشاء الإله العظيم لكي تأكلي لحوم ملوك و لحوم قواد و لحوم اقوياء و لحوم خیل و الجالسین علیھا و لحوم الكل حرا و عبدا صغیرا و كبیرا .

و حديث إمامنا الباقر علیه السلام يثبت ما ذھبنا الیه من خلال قوله : وقعة لم يكن مثلھا منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والارض . ويشیر إلى أن سباع الأرض وطیور السماء ستشبع من لحوم القتلى .

بعد أن وصفنا المعركة وما يسبقھا نصل الى فقرة ھامة واخیرة وھي : من ھم اطرافھا ؟

هل يعقل أخي الكريم واختي الكريمة ان نحصر ھكذا مذبحة باطراف ضعیفة ومتواضعة تسلحاً ً وقوة ھنا وھناك ؟

الجواب كلا ،لأنها معركة عظیمة واطرافھا متعددة وفیھا من الجبارين ، وھذه الصفة بلسان الامام المعصوم تدل على قوى عظمى ومتجبرة وقوية، و سياق الروايات أشار الى اطراف عديدة ھي : الروم (امیركا والغرب) مارقة الترك ( الكرد) الترك (الاتراك) اخوان الترك (الروس) والرملة تدل على فلسطين المحتلة مما يعني اسرائیل ايضاً . بالاضافة الى اسماء وشخصیات وردت في روايات اخرى تدل على قوى عربیة وعلى حاكم سوريا و جيشه والفئات المسلحة التي تحاربه بالاضافة الى العراق ولا استطیع التحديد اذا كان الجیش النظامي ھو المقصود ام الجماعات كون حاضرة على مسرح الاحداث آنذاك .

الخلاصة هي معركة عظیمة ذكرتھا الروايات الاسلامیة والنصرانیة والیھودية ووصفت اطرافھا بالجبارين واعداد قتلاھا بعشرات الآلاف ، وھي معركة هامة و مفصلية ستنكشف خلال احداثھا الشخصیات الثلاثة التي طالما انتظرناھا وبحثنا عنھا والتي تخرج في يوم واحد وشھر واحد وعام واحد . فهل ستسوقنا ھذه الاحداث الجارية الى موقعة مأدبة السماء في قرقیسیا قريباً ؟ سؤال كبیر نترك الاجابة علیه للمراحل القادمة فھي حبلى بالأحداث والمفاجآت ..