وقال ديرمر خلال ندوة عقدها في واشنطن، وبثتها قناة "الجزيرة"، إن حادثة مقتل خاشقجي ينبغي ألا تترك دون رد، ولكن في الوقت نفسه لا ينبغي التخلص من العلاقة مع السعودية ذات القيمة الاستراتيجية.
وأوضح أن السعودية بلد لا تتقاسم القيم مع الولايات المتحدة وإنما تحدد "المصالح" العلاقة بينهما، ليتحول ويربط الأمر بإيران التي قال إنها لا ترتبط بالولايات المتحدة بأي مصلحة أو قيمة.
ودفاعاً عن السعودية، توجه ديرمر للهجوم على تركيا وقطر وقناة الجزيرة، قائلاً: "هناك دول في منطقتنا كتركيا حيث عدد الصحفيين بالسجون أكبر منه بأي بلد آخر بالعالم، هل سمع أحد بذلك؟ كلا"، وأضاف: "أعلم أن الرئيس التركي يعمل ما بوسعه لممارسة الضغوط".
وتابع بالقول: "والجزيرة التي تديرها حكومة قطر قناة تلفزيونية مملوكة للدولة وشديدة العداء للولايات المتحدة ولليهود، ومع ذلك فإن تركيا وقفت معها وتضغطان بقوة لتخريب العلاقة مع السعودية"، بحسب تعبيره.
وتوجه بنصيحة للولايات المتحدة، داعياً إياها بألا تفرط بالعلاقة مع السعودية.
ويواجه بن سلمان اتهامات تتعلق بإصداره أوامر لقتل الصحفي المعارض خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول بالثاني من أكتوبر، وهو ما شكّل ضغوطاً دولية شديدة عليه، ومطالبات بعزله في حال ثبت بالفعل تورّطه بهذه القضية.
ويعد تعليق السفير الإسرائيلي في واشنطن ثاني تعليق إسرائيلي على حادثة مقتل خاشقجي، حيث إنه وبعد نحو شهر من اغتياله ندد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالجريمة، مع تشديده على أن تبقى السعودية مستقرة.
وقال نتنياهو: إن "مقتل خاشقجي أمر مروع، لكن في الوقت نفسه أقول إن من المهم جداً لاستقرار المنطقة والعالم، أن تظل السعودية مستقرة".
وتزامن ذلك مع ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" من أن نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تواصلا مع الإدارة الأمريكية للدفاع عن محمد بن سلمان بعدما تفجرت قضية مقتل خاشقجي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن السيسي ونتنياهو أجريا في الأيام الأخيرة اتصالات بمسؤولين رفيعين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، للإعراب عن دعمهما لولي العهد السعودي الذي وصفه نتنياهو بأنه "حليف استراتيجي".
وأقرّت السعودية بعد 18 يوماً من الجريمة بمقتل خاشقجي في القنصلية، وأصدرت بعدها عدة روايات متضاربة، لاقت تشكيكاً دولياً واسعاً، وسط مطالبات بكشف الحقيقة كاملة.
والأربعاء الماضي، أعلنت النيابة العامة التركية أن خاشقجي قُتل خنقاً فور دخوله مبنى القنصلية لإجراء معاملة زواج، "وفقاً لخطة كانت معدَّة مسبقاً".
وقال أردوغان في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن أوامر تنفيذ العملية صدرت عن "مستويات عليا" في الحكومة السعودية.
وجدير بالذكر أن العلاقات بين المملكة وتل أبيب تعيش أفضل أيامها عبر التاريخ؛ ومؤخراً أعرب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزينكوت، في مقابلة مع صحيفة "إيلاف" السعودية، ومقرّها بريطانيا، عن استعداد "إسرائيل" لتبادل المعلومات الاستخباريّة مع الجانب السعودي بهدف التصدّي لنفوذ إيران.
وبدأت العلاقات السعودية-الإسرائيلية تأخذ منحى تصاعدياً؛ بدأ بتبادل الزيارات، وتوقيع الاتفاقيات العسكرية، والأمنية، والاقتصادية، وصولاً إلى تباهي نتنياهو بهذه العلاقة.