خَلِّ الدُّمُوعَ الزاكياتِ تسيلُ
فالقلبُ دامٍ والمُصابُ جليلُ
ولَيَومُ تذكِرةِ النَّوائبِ عِبرَةٌ
والإعتِبارُ مِنَ الزمانِ جميلُ
قُلْ للمُليمِ عَزاءَنا وبُكاءَنا
بمصائِبٍ عَسَفَتْ وليسَ تزُولُ
ماذا أضَرَّكَ مِنْ بُكائيَ عِتْرةً
هُمْ زهرَةُ الدُّنيا وهُمْ إكليلُ
لكنَّهم ظُلِمُوا وسِيمُوا غُرْبَةً
وتقاذفَتْهُمْ نَعْرَةٌ وذُحُولُ
وهُمُ ذَخائِرُ أحمدٍ ووَصيَّةٌ
أركانُها التوحيدُ والتهليلُ
صلّى الإلهُ على الشهيدِ بِكَربَلا
سبطِ الأمينِ ومَنْ لَهُ التبجيلُ
للهِ دَرُّكَ يا حسينُ مُجاهداً
حزنَتْ له التوراةُ والإنجيلُ
والمُصحفُ القرآنُ يندُبهُ أسىً
مِن قبلِ أنْ يتنزَّلَ التنزيلُ
إنَّ الحسينَ لَنَهْضَةٌ وَثّابَةٌ
تَهدي الأنامَ وضوءُها قنديلُ
ما لي إذا جاءَ المُحرَّمُ هاتفاً
بدمِ الحسينِ أكادُ فيهِ أزولُ
أَلأَنّهُ ذكرى ظليمةِ أحمدٍ
واستُضعِفَ التنزيلُ والتأويلُ ؟
أمْ أنّهُ شهرُ الحسينِ مُضمّخَاً
بدِماهُ وهو مغرَّبٌ مقتولُ ؟
تاللهِ إنَّهما مَعَاً لَظُلامةٌ
تجتاحُ لُبِّيَ فالفؤادُ عليلُ
ولأبكينَّ على الحُسينِ رزيَّةً
ألمَاً وإنّ بكاءَهُ لقليلُ
ولأذكُرَنَّ مَصائباً في كربلا
يبكي لها المنقولُ والمعقولُ
واحسرتاهُ عليكَ يا بنَ محمدٍ
ولنا العزاءُ وذا العزاءُ عويلُ
أوَ مثلُ سبطِ محمدٍ يرِدُ الرَّدى
عَطِشاً وذا ماءُ الفراتِ جزيلُ
ومجندلاً يُسقى البواترَ غِلْظةً
ونبالُهُم منهم إليهِ رَسُولُ؟
أو هكذا أجْرُ النبيِّ محمدٍ
ملءَ الحناجرِ كلُّ آهٍ قُولُوا