يقول السيد محمد باقر السيستاني (دامت بركاته) :

من العوامل المساعدة على حصول القناعة النفسية أن يستعين الإنسان بالنظر دوماً إلى من هو دونه ، كيف يعيش في كفاف من غير همّ ولا نكد ، ولا يستغرق في من يتميّز عنه في بعض أمكاناته فيوجب ذلك تنافسه في عرض هذه الحياة وزبرجها ،

وقد علم أن من ابتلى بحب متع الدنيا لم يقتنع بشيء منها ، فهي كمثل الماء المالح لا يشربه ظمآن إلا ازداد عطشاً ، فإذا كان الإنسان طموحاً في الدنيا لم يزل يشعر بالحاجة إلى مزيد منها ، فلا يتصف بالإستقرار مهما أوتي منها.
وقد قال الله سبحانه لنبيه ( ص وآله ) : { وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } ، وقال سبحانه {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}.
وفي الحديث عن أبي جعفر (الإمام الباقر)عليه السلام: إياك أن تطمح بصرك إلى من هو فوقك، فكفى بما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: " ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم " وقال: "ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا " فإن دخلك من ذلك شيء فاذكر عيش رسول الله صلى الله عليه وآله، فإنما كان قوته الشعير وحلواه التمر ووقوده السعف إذا وجده.

_________________

أصول تزكية النفس وتوعيتها.