صورة من تواضع المقدّس الحلّي

الجمعة 6 إبريل 2018 - 08:30 بتوقيت غرينتش
صورة من تواضع المقدّس الحلّي

حكايات العلماء - الكوثر

يقول العلامة الطهراني (قدس) :

كان المرحوم العلّامة الشيخ حسين الحلّي يذكر مراتب الأولياء الإلهيّين والعرفاء بالله بتواضعٍ خاصّ، وكان يرى نفسه لا شيء في مقابلهم، بل كان يعترف بعظمة روحهم وعلوّ منزلتهم وحقارته أمامهم،

ويعتقد بأنّ الوصول إلى المدارج الراقية للتوحيد والتجرّد إنّما هو نصيب المنتجبين من العرفاء الشامخين والعلماء بالله وبأمر الله، بينما كان يرى نفسه فاقدًا لمثل هذه المراتب من القرب والتجرّد.
يقول المرحوم الوالد رضوان الله عليه:
«كان المرحوم الحلّي ـ عند ذكر مقام المرجعيّة العامّة وشـروط التقليد في درسه ـ يتطرّق أحيانًا إلى ذكر الرواية المعروفة: «وأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ صَائِنًا لِنَفْسِهِ، حَافِظًا لِدِينِهِ، مُخَالِفًا عَلَى‏ هَوَاهُ‏، مُطِيعًا لِأَمْرِ مَوْلَاهُ، فَلِلْعَوَامِّ أَنْ يُقَلِّدُوه‏»،

وكثيرًا ما كانت دموعه تتساقط من عينيه عند قراءته لها، ويقول: هذا المقام إنّما يليق بشأن خواصّ السالكين للطريق، الواصلين إلى الحريم الإلهيّ، لا بأمثالي أنا الـ ... (لقد خجل هذا القلم أن يذكر في المتن اللفظ الصريح الذي عبّر به عن نفسه)  الذي لا خبر له بهذه المقامات ولا معرفة لديه؛ فهذه المقامات لا علاقة لنا بها، بل نحن غرباء عن كنهها وحقيقتها»


_______________________________


الدرّ النضيد في الاجتهاد والتقليد والمرجعيّة