يقول السيد محمد باقر السيستاني (دامت بركاته) :
إنّ الإنسان بحسب الرسالات الإلهية كائن عاقل خالد ، خلق الله سبحانه وتعالى لمعرفته والوقوف على عظمته ، بدأ خلقه جنيناً نفخ فيه الروح ، بعد استعداده لإستقباله ، فجعله بذلك مكوناً من روح وجسد ، ولا يفنى بفساد جسده بالممات بل تبقى روحه موجودة تنتظر إعادته في نشأة أخرى.
وله بذلك نشأتان ...
نشأة في هذه الحياة الدنيا تنتهي بمماته ، وهي دار اختبار وابتلاء له ، أعطي فيه الأختيار وخيّر بين دربين ،درب الإذعان لله سبحانه والقيم الفاضلة ، ودرب التنكر له والإنغماس في الرغبات.
وسوف ينشأ نشأة أخرى لمحاسبته وجزائه وفق اختياره ، ولو ضاع عليه الطريق بغير تقصير حسب له ذلك.
وهذا المعنى من أصول العقائد الدينية ومرتكزاتها ، وعليه فإنّه يتعين على الإنسان العاقل أن ينظّم حياته الدنيا هذه على وفق هذه الحقيقة ومقتضياتها ، ولا ينظّمها على ما يناسب فناءه بالممات ، فهو ..
أولاً : كائن خالد.
ثانيا : مخلوق لمعرفة الله سبحانه وتعالى.
ثالثا: أنّه هذه النشأة نشأة امتحانية له ، يكتسب بها درجته في التوفيق مع غاية خلقه وقيم وجوده ، وسوف يحاسب وتحدَّد درجته ، فيكون حظّه من السعادة والشقاء أبداً بحسب تلك الدرجة.
________________
أصول تزكية النفس وتوعيتها