إذا دخل الفقر قال الكفر ( خذني معك )
الكفر في اللغة يعني سِتْر الشيىء وإنكاره فالذي يستر على فطرته المؤمنة بالله ويتنكّر لنداء الحق يقال له كافر
والكفر درجات في كل المجالات ففي المجال المعيشي حيث حاجة الإنسان إلى المال والغذاء إن لم يستنر بالعلم للبحث عن الطرق النزيهة لسد حوائجه المعيشية أرشده جهله إلى التحايل والدجل لهذا الغرض وفي المجال الثقافي فإن الفقر العلمي والتربوي يدعو إلى الكفر والانحراف وإنكار الحقائق
نقل لي بهذه المناسبة سماحة السيد حسين السبزواري عن والده المرجع الديني الكبير المرحوم آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري(قدس) :
أنه ذات مرة خرج أستاذه السيد أبو الحسن الأصفهاني إلى بعض قرى العراق بغير زي ( العمّة ) ومن دون مرافقين أيضا فرأى رجلا يدعو الناس إلى نذورات وخيرات لمقام لمقام كان صانعه بنفسه هناك على أنه مقام للإمام الحسين عليه السلام .
تساءل السيد الأصفهاني في نفسه إنني لم أقرأ في الكتب بأن للحسين مقاما في هذه القرية لذلك دنوتُ من الرجل وسألته :
هل هذا مقام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ؟
قال : نعم
قلت : كيف ؟
قال : حينما خرج الحسين إلى كربلاء مرّ على قريتنا وصلى هنا ركعتين
قلت : من ذكر لك هذا الكلام ؟
قال : هذا كلام العالم الأصفهاني ــ وهو لا يعلم أن الذي يتكلم معه هو الأصفهاني ولكنه بزي الناس العاديين ــ
قلت له : إنه كلام ليس له أساس من الصحة .
فرد عليه الرجل : اسكت لا يسمعك احد فيخبر عليك المرجع الأصفهاني .
فتركه السيد الأصفهاني عائدا إلى مقرّه النجف الأشرف ثم أرسل إليه من يأتي به فلما حضر الرجل خجل من عمله واعتذر للسيد الأصفهاني فأمره السيد أن يُزيل ذلك المقام المزعوم ويزوال عملا شريفا للعيش الحلال ثم أعطاه مالا يسد به حاجته ويستغني به عن التحايل والتزوير على الناس.