بمناسبة موسم (الأوجاع) الذي أمر به قررت أن أرفع عن نفسي بعض (الحظر) الذي فرضته على نفسي والذي بموجبه حرصت على عدم الاقتراب أكثر مما ينبغي من الشأن العراقي!!.
أيضا فإن الملاحظات التي سأبديها هنا ليس كلها وربما ليس أغلبها متعلق بالشأن العراقي!!.
الآن انتشرت ظاهرة رسائل الخاص (بروح أمك ودين أبوك واللي جابوك ارسلها لمن تحب ومن لا تحب وشوف حترد لك من كام واحد)....وإلا ستصاب بالشللوالسل والطاعون وتتزلحق وينكسر ظهرك وتموت بسبب رغوة صابون!!!وقد أعذر من أنذر!!!.
طبعا هذه الظاهرة يقف وراءها أطراف (؟!) هي ذاتها التي روجت في أعقاب نكبة 1967 لرسالة (الحاج أحمد خادم الحضرة النبوية) والآن أصبحت الأمور أسهل.
الظاهرة الأخرى شريط به بعض القحاب يرقصون ويشربون (هؤلاء هم أبناء المسئولين العراقيين) بينما يخلو الشريط من أي إشارة ليس فقط لأنهم أبناء مسئولين عراقيين بل لكونهم عراقيين وربما كانوا أبناء بعض الأمراء السعوديين أو من ذات الفصيلة.
كلامي هذا لا ينفي وجود فساد في العراق ولا ينفي حتى عجز الحكم في العراق عن محاربة الفساد محاربة فاعلة إلا أن هذا لا يعطي بعض العراقيين الحق في أن يجعلوا بلدهم ملطشة وفُرجة لكل من هب ودب، إلآ إذا كان الغرض الحقيقي لجماعة (بروح أمك وأبوك واللي جابوك) أبعد من هذا بكثير أي إسقاط النظام العراقي برمته واستعادة النظام البعثي بجيفته.
النظام البعثي حسب بعض الحمقى والبلهاء والمغفلين قتل مئات الآلاف من البشر لكنه لم يكن فاسد ولا سارقا!!!.
النظام الذي وزع أموال العراق نقدا على بغايا العالم عندما كان قادرا على ذلك ووزعها في صورة بونات نفطية زمن الحصار لم يكن فاسدا.... بل كان يمارس الإبادة الجماعية فقط!!.
قبل عامين التقيت بعراقي مقيم بالقاهرة يبغض (رئيسا سابقا للوزراء) وهو شخص يقول أنه كان في موقع حكومي بارز بعد التغيير وقال لي بالحرف الواحد (فلان سرق مائتي مليار دولار).
لا يحتاج الأمر أن تسأل رئيس الوزراء هذا هل سرقت هذا المبلغ فقلت له: كي يتمكن فلان من سرقة هذا المبلغ لا بد له أن يضع ربع ميزانية العراق في جيبه سنويا عدا ونقدا!!.
غضب الرجل وألغى صداقته معي على (الواتس أب) وهذا غيض من فيض!!.
النموذج الآخر من هذيانات و(خريانات) الفيس البوك هو الترويج للوهابية!! وكأننا لا نعرف ما هي الوهابية (بص شوف مسعد أنور بيقول إيه)!!.
أن تقوم بالترويج لخريانات الوهابية بهذه الكثافة معناه أنك لا تمتلك عقلا من الأساس.
يقول الإمام علي بن أبي طالب (إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْكَلَامِ مَا يَكُونُ مُضْحِكاً وَإِنْ حَكَيْتَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِكَ).
حكيت لكم عن بعض أوجاعي التي لن تهدأ في القريب العاجل فآلام الجسد تذهب وتجيئ أما هذه البلايا فيبدو أنها قررت البقاء بساحتنا.
دكتور أحمد راسم النفيس
22/03/2018
الخميس، 06 رجب، 1439