السعي في أعمال البر ونفع الناس ومراعاة الصالح العامّ ولا سيّما ما يتعلّق بشؤون الأيتام والأرامل والمحرومين، فإنّ فيها تنمية للإيمان وتهذيباً للنفس وزكاة لما أوتي المرء من نعم وخيرات، وفيها سنّ للفضيلة وتعاون على البرّ والتقوى وأداء صامت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومساعدة لأولياء الأمور على حفظ النظام العامّ ورعاية المصالح العامة، وموجبٌ لتغيير حال المجتمع إلى الأفضل، فهو بركة في هذه الدنيا ورصيد للآخرة، وإنّ الله سبحانه يحبّ المجتمع المتكافل المتآزر الذي يهتّم المرء فيه بهموم إخوانه وبني نوعه ويحبّ لهم من الخير مثل ما يحبّ لنفسه.
وقد قال عزّ من قائل: [وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ]، وقال:
[ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ]، وقال النبي (صلّى الله عليه وآله): (لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه ويكره لأخيه ما يكره لنفسه)، وقال أيضاً: (من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها).
السيد علي بن محمد باقر بن محمد رضا السيستاني (دامت بركات وجوده الشريف).