كتائب حزب الله : نؤكد قرارنا، الذي اتخذناه منذ البدء، بعدم مشاركتنا أو أي من كوادرنا في الانتخابات القادمة كمرشحين
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا )
بعد أن اجتاز شعبنا العراقي العزيز، مرحلة المواجهة مع عصابات "داعش" الاجرامية، والتي تكللت بالانتصار الكبير، الذي تحقق ببركة وجود العلماء الواعين، حصون الاسلام، وبالخصوص السيدين الحسينيين العليين، وبدماء الشهداء وصبر أهاليهم، وبتضافر جهود فصائل المقاومة والحشد الشعبي وقواتنا الأمنية، على قوى الظلام والشر - التي خططت لتدمير العراق وتقسيمه، وتفكيك أواصره الإجتماعية والجغرافية والسياسية والثقافية - بات من الضروري، على جميع القوى الوطنية الشريفة، بجميع مكوناتها، التعامل مع معطيات هذه المرحلة، بعقلية تختلف عما سبقها، فلن نرضى بعد كل هذه التضحيات الكبيرة، التي قدمها شعبنا الأبي، أن نعود للقبول بواقع سياسي، يصادر إرادة الشعب، ويفرض عليه الرضوخ، الى إرادات قوى سياسية فاسدة ومتآمرة، أو الاستسلام الى ما تحاول الإدارة الأمريكية فرضه، والتي تصر على العودة لاحتلال العراق، والهيمنة على سيادته، ومقدراته وثرواته، ومصادرة قراره السياسي، بالإبقاء على قواتها العسكرية، التي تواجدت خلسة، مستغلة ظروف المواجهة مع عصابات "داعش".
إن تحديات ما بعد مرحلة "داعش" كبيرة ومعقدة، على مستوى بناء دولة المؤسسات، وتشكيل نظام سياسي وطني، يتولى المحافظة على العزة والكرامة، التي تحققت نتيجة التضحيات الجسام، وكذا تثبيت الامن والاستقرار، وإعادة الإعمار، وتسوية المشاكل الإجتماعية، وتحقيق العدالة، واستغلال الثروات، وتقديم الخدمات بإخلاص.
ونحن في المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله، إذ نؤكد قرارنا ،الذي اتخذناه منذ البدء، بعدم مشاركتنا أو أي من كوادرنا في الانتخابات القادمة كمرشحين، فإننا نهيب بأبناء شعبنا العزيز، أن يكونوا بمستوى المسؤولية، الملقاة على عاتقهم، بالحفاظ على وحدتهم وسيادتهم، ونحثهم على المشاركة الفاعلة والواسعة، في هذا الاستحقاق الانتخابي، ونؤكد دعمنا ومساندتنا، لترشيح وإختيار من يتصفون بالوطنية، والنزاهة والكفاءة والتضحية، والإستعداد لخدمة أبناء شعبهم، ممن كانت لهم مواقف شجاعة ومبدئية، ضد عصابات داعش، ومن المقاومين لمشاريع الإحتلال والهيمنة الأمريكية وأذنابها، ليكون هذا الإختيار الصائب، مقدمة لإجراء التغيير الحاسم، في المنظومة السياسية، ولقطع الطريق على قوى الفساد المرتبطة بهذه المشاريع.
لقد كشفت سنوات المواجهة مع عصابات "داعش"، زيف الادعاءات الأمريكية، وفضحت مخططاتها، الرامية لإعادة إحتلال العراق والمنطقة، والسيطرة على ثرواتنا وسيادتنا، وتفكيك مجتمعاتنا، ونشر التحلل الاخلاقي والثقافات الهدامة، ومعاداة ديننا وعقيدتنا الإسلامية الحنيفة، لذلك ستحافظ كتائب حزب الله على جهوزيتها، واستعدادها للدفاع عن العراق، أرضا وشعبا ومقدسات، ولتأصيل الثقافة الإسلامية المتجذرة، والوقوف بوجه الغزو الثقافي، والتضليل الفكري، والتصدي لجميع المخططات، التي تحاول الهيمنة على شعبنا، وتمزيق نسيجه الإجتماعي، وتضييع مستقبل أجياله، وروح التعايش بين مكوناته.
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )
23/101