مما ينقل عن ذكاء السيد ابو الحسن الاصفهاني (رحمه الله) القصة التي يرويها الحاج مهدي نوبخت وهو احد تجار كربلاء الكبار في عصره يقول:
كنت مقلداً للسيد ابو الحسن الاصفهاني ولك يكن قد رآني أبداً لأني لم اذهب اليه ولم التقِِ به مطلقاً ، وعلاقتي به كانت فقط من خلال رسالة كنت قد ارسلتها اليه ، قلت فيها :
(( أنني من مقلديكم وان الحقوق التي لكم عندي هي كذا وكذا ، فأرسلوا لي من يأخذها مني تدريجياً عن طريق حوالات مالية)).
وبعد حوالي ستة اشهر من هذه الرسالة وحوالات السيد تترى عليّ وأنا أجيبها ، في احدى المرات كنت ذاهباً لزيارة العباس ( عليه السلام) وكان السيد ابو الحسن حينها زائراً لكربلاء ، وكنت أنا داخلاً الصحن الشريف واذا بالسيد (رحمه الله) يشرع خارجاً منه ، فكانت فرصة أن اسلم عليه ، وبالفعل اتجهت اليه وقبلت يده ، وإذا بالسيد يتفرّس في لحظة ثم قال لي :
أنت حاج مهدي نوبخت ؟
قلت نعم سيدنا .. من أين تعرفني ؟!! فأنا لم أراك ولم ترني من قبل .
فأجاب السيد : في الحقيقة أنا سألت عن اوصافك فشخص طيب مثلك وملتزم كان لابد ان اعرف أحواله وأوصافه والان لمّا رأيتك فهمت انك ذلك الشخص الذي وصفوه لي !!.
وتلك الايام كانت أيام زيارة كام يقول الحاج مهدي ، أي ان السيد كان يلتقي آلاف الناس فكيف استطاع ان يميز شخصاً بعينه من بين هذا الحشد ومع هذه المسؤوليات والمشاغل التي ترتبط بالمرجعية العليا ، وهو اضافة الى ذلك لم يكن قد رآه.