السؤال: ما معنى قوله تعالى (وَإن مّنكم إلاَّ وَاردهَا كَانَ عَلَى رَبّكَ حَتمًا مَّقضيًّا)؟
الجواب: ورد في (تفسير الصافي) للفيض الكاشاني في معنى قوله تعالى: (( وَإن مّنكم إلاَّ وَاردهَا كَانَ عَلَى رَبّكَ حَتمًا مَّقضيًّا )) (مريم:71)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: الورود: الدخول: لا يبقى بر ولا فاجر إلاّ يدخلها، فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم (عليه السلام)، حتى أن للنار أو قال لجهنم ضجيجاً من بردها (( ثمَّ ننَجّي الَّذينَ اتَّقَوا وَنَذَر الظَّالمينَ فيهَا جثيّاً )) (مريم:72).
وعنه (صلى الله عليه وآله): تقول النار للمؤمنين يوم القيامة: جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي.
وفي رواية أن الله تعالى يجعل النار كالسمن الجامد ويجمع عليه الخلق ثم ينادي المنادي: أن خذي أصحابك وذري أصحابي، قال: والذي نفسي بيده لهي أعرف بأصحابها من الوالدة بولدها.
قيل: الفائدة في ذلك ما روي في بعض الأخبار: إن الله تعالى لا يدخل أحداً الجنة حتى يطلعه على النار، وما فيها من العذاب، ليعلم تمام فضل الله عليه، وكمال لطفه وإحسانه إليه، فيزداد لذلك فرحاً وسروراً بالجنة ونعيمها).
وفي الاعتقادات روي: أنه لا يصيب أحداً من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها وإنما يصيبهم الألم عند الخروج منها، فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم وما الله بظلام للعبيد.
وقيل: ((ورودها)) الجواز على الصراط، فإنه ممدود عليها.