يقول السيد الخوئي (رحمه الله) :
ذهبت إلى الشيخ محمد جواد البلاغي في شهر رمضان وأنا مصمّم على ترك الحياة العلمية ، والتوجه نحو العمل نظراً للضائقة الاقتصادية المضنية ، وحينما استقر به المجلس قرب الشيخ البلاغي تساءلاً عن الحال !! فقال الشيخ البلاغي :
هذا شهر رمضان وانا صائم ، وأحنّ كثيراً إلى شرب قدح من الشاي ، وليس إلى ذلك من سبيل ، إذ لا يتيسر لي ذلك ، ووالدتي عندها شيء من السكر والشاي من مالها الخاص ، ولا أجرأ أن أطلب منها ذلك ، وأنا في حيرة بين الرغبة في الشاي ، الإشفاق عن الطلب من الوالدة.
يقول السيد الخوئي : فقلت في نفسي : هذا أستاذي الأعظم على ما هو عليه من العلم والمنزلة الرفيعة ، لا يستطيع أن يشرب قدحاً من شاي في شهر رمضان ، وأنا أريد أن أترك حياة العلم لأني بائس محتاج !!
وقررت حينذاك الصبر على الجوع ومواصلة الدراسة مهما بلغ الأمر.