لم تكن في النجف الاشرف قديما فنادق ولا مطاعم وكان الزائر اذا أراد المبيت فينام في الصحن أو في إحدى الغرف أو عند بعض الخدم أو ينزل ضيفا عند هذا وذاك.
أحد الزوار الغرباء بقي في النجف الأشرف أياما واحتاج إلى غسل ملابسه وهو غريب ولا يعرف كيف يغسلها. فشاهد رجلا وقورا يمشي بهدوء فسلم عليه وسأله :
هل تعرف هنا من يغسل الملابس؟
فعلم الرجل أن صاحب الملابس هذا زائر غريب فقال : نعم، ولكن يصعب عليك معرفة منزله ولكن أعطني الملابس وأنا غدا أأتيك بها بهذا المكان إن شاء الله بنفس هذا الوقت. فشكره الزئر وسلمه الملابس.
لما كان الغد وبنفس الموعد جاء الزائر ووجد هذا الرجل ينتظره ومعه الملابس وقد غسلها وجاء بها اليه فاستأنس وشكره وأخرج له مالا فرفض الرجل المال وقال ألست زائرا لمولاي أمير المؤمنين عليه السلام؟
قال :
نعم فقال الرجل :
إن أجوري أأخذها ممن جئته زائرا فكرر الزائر شكره للرجل. لكنه بعد يوم تفاجأ حينما شاهد هذا الرجل صباحا يدرس الطلبة وقد غص بهم الصحن الشريف فبقي متحيرا هل هذا هو الرجل أو يشبهه وبقي ينتظر حتى انتهى الدرس فشق صفوف الطلبة وجاء إليه وإذا هو بنفسه وسلم عليه وهو مدهوش ثم سأل الطلبة :
من هذا؟
فقالوا له :
أما عرفته أما سمعت به إنه العلامة المقدس الأردبيلي زعيم الحوزة العلمية في النجف الاشرف فغرق الرجل في خجله وأقبل يعتذر إليه والمقدس الأردبيلي يؤكد على سروره بهذا العمل.
تغمده الله بواسع رحمته.