تحدث أمين عام "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي في مقابلة شاملة مع موقع الميادين نت عن امتلاك "رؤية واضحة ومشروع سياسي يقوم على أن الخلل الأساسي في العملية السياسية يكمن في طبيعة النظام البرلماني ومبدأ المحاصصة"، مشيراً إلى أن مشروع العصائب يتبنى العمل على مراحل المرحلة الأولى هي التحول من طريقة المحاصصة في تطبيق النظام البرلماني إلى طريقة الأغلبية السياسية والمعارضة، وفي المرحلة الثانية يكون العمل على تغيير نوع النظام السياسي إلى نظام آخر شبه رئاسي لكن الأمر يحتاج إلى تعديل دستوري".
هذا المسار وفق الخزعلي يجب أن يترافق مع إشاعة ثقافة النزاهة ومحاربة الفساد من خلال تقوية الأجهزة الرقابية وخصوصاً هيئة النزاهة وإبعادها عن التجاذبات السياسية وصدور تشريعات من خلال الاستفادة من تجارب دول أخرى بما يساعد في التصدي للفساد الإداري والمالي.
يبدو الخزعلي متفائلاً بعدد المقاعد التي سينالها "إئتلاف الفتح" بما سيجعل منه في المرحلة المقبلة أحد الإئتلافات الأساسية والمؤثرة في اختيار رئيس الوزراء واتخاذ كل القرارات الأساسية التي تهم مصلحة البلد، مؤكّداً الانفتاح على التفاهم والاتفاق مع القوى الأخرى التي تلتقي مع العصائب في الرؤية والمشروع بعد الانتخابات حسبما افاد موقع الميادين نت.
وتوقع أمين عام العصائب أن تنعكس التغييرات الإجتماعية والسياسية والأمنية الكبيرة في المناطق ذات الغالبية السنية في نتائج الإنتخابات المقبلة لمصلحة الشخصيات التي كان لها دور إيجابي في التصدي لداعش وإعادة النازحين.
الشعب العراقي لن يقبل بأيّ تواجد أجنبي على أرضه
لا إحصاءات دقيقة لعديد القوات الأميركية في العراق لكن نيّة هذه القوات من استمرار تواجدها في مرحلة ما بعد داعش معروفة بالنسبة للخزعلي الذي قال "إنها ستختلق الأعذار والحجج لبقائها لكن هذا غير ممكن ومستحيل"، مؤكداً أن "شعب العراق الذي إستطاع أن يهزم "داعش" الذي كان مدعوماً أميركياً من خلال أجهزة الاستخبارات وخليجياً من خلال المليارات والذي هزمت مقاومة من قبل القوات العسكرية الأميركية يوم كان عديدها أكثر من مائة ألف بكامل عدتها وأسلحتها، لن يقبل هذا بأيّ تواجد أجنبي على أرضه الطاهرة".
أما بخصوص استمرار التواجد التركي في معسكر بعشيقة فرأى الخزعلي أن المصلحة الآن تكمن في منح رئيس الوزراء العراقي الفرصة لمعالجة هذا الموضوع وحلّه بالطريقة المناسبة مع العلم بأن هذه القوات باتت الآن محاطة بالقوات العسكرية العراقية ولم تعد تشكل تهديداً يُذكر"، مشيراً إلى أن "التعنّت الأردوغاني هو الذي يجعلها مُستمرة إلى الآن".
وشدد الخزعلي على "أن تواجد قوات أجنبية أياً كانت جنسيتها على الأرض العراقية ومن دون موافقة الدولة العراقية هو أمر مرفوض وإعتداء"، داعياً الحكومة العراقية إلى الإسراع في حلّ هذا الموضوع وعدم الإنشغال بالأمور الداخلية كالإنتخابات وغيرها عن هذا الموضوع المهم".
العراق يعيش أفضل حالة من التلاحم الوطني
الخزعلي قال إن العراق الآن في أفضل حالاته من ناحية التلاحم الوطني والقضاء على النفَس الطائفي، معتبراً أن "تجربة قتال عدو واحد سوية مشجعة ومؤهلة لمرحلة قادمة من قوة الإنتماء والرابطة للوطن الواحد والشعب الواحد والمصير المشترك" لكن المشكلة بحسب الخزعلي "تكمن في في الغرف المغلقة للقوى السياسية السوداء التي تقودها إسرائيل حيث لا ترى مصلحة في استقرار العراق ووحدته وسيادته وتفوقه الإقتصادي والعسكري والسياسي".
نحن جزء من محور المقاومة
واكد ان العصائب هي اليوم جزء من محور المقاومة والممانعة في القضايا التي تمس مصلحة الأمة في المنطقة، قائلاً إن "الأحداث التي مرت على العراق بعد دخول داعش في حزيران/يونيو 2014 أثبتت أن غالبية العراقيين هُم شعب مُقاوم ويؤمن بالمقاومة ويُساهم بدعمها ومساندتها بكل الأشكال بالسلاح والمال والغذاء والدواء والموقف الثقافي والإعلامي والإجتماعي" لكن "الموقف السياسي في العراق ليس بهذا الوضوح ولا يُمثل إنعكاساً لقناعة هذه الأغلبية حيث يُحاول أن يكون وسطاً في وسط هذه المحاور وهي مهمة ليست سهلة ولا يُفترض أن تكون هناك وسطية في المسائل الجوهرية أو المبدئية" على حدّ تعبيره.
الحكم اللبناني في حادثة بوابة فاطمة باطل وظالم
الخزعلي جدد توضيح الحادثة التي وقعت عند بوابة فاطمة في جنوب لبنان عند الحدود مع فلسطين المحتلة حيث ظهر بالزي العسكري، قائلاً إنه أراد توجيه رسالة حصرية للداخل الإسرائيلي ولا علاقة لها بالداخل اللبناني.
وانتقد الخزعلي الموقف اللبناني واعتبره غير مفهوم معتبراً أن مذكرة التوقيف التي صدرت بحقه بتهمة الدخول غير الشرعي للأراضي اللبنانية باطلة وظالمة "لأن حجتها باطلة" مؤكداً أن دخوله إلى الأراضي اللبنانية كان شرعياً من خلال مطار رفيق الحريري وبجواز سفر عراقي دبلوماسي. وقال الخزعلي " من ناحيتنا واحتراماً للقضاء اللبناني قررنا توكيل محام للنقض على هذا القرار وإلغائه وتبيان الحقيقة".