السعودية تنتقم من الجزائريين.. رفض زيادة عدد الحجاج لموسم 2018

الأحد 14 يناير 2018 - 09:01 بتوقيت غرينتش
السعودية تنتقم من الجزائريين.. رفض زيادة عدد الحجاج لموسم 2018

على أعتاب مكتب التسجيل لموسم حج 2018 ببلدية بوقاعة شرقي العاصمة الجزائرية، يقف الجودي بن شودار 62 عاماً، للاستفسار عن الملف وشروط التسجيل، أملاً في أن يحظى ملفه بالقبول، وأن يكون ضمن قوائم الحجاج لهذا العام.

فقد شرع الجزائريون الراغبون في أداء مناسك الحج للموسم الجديد، في عملية التسجيل بالمكاتب المعنية منذ 11 يناير/كانون الثاني 2018، وهذا وفقاً لتعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.

الجودي بن شودار قدر أمله في أن يقبل الحجر الأسود وزيارة بيت الله هذا العام، بقدر ألمه أيضاً من قرار السلطات في المملكة العربية السعودية، الرافض لطلب الجزائر برفع أعداد الحجاج لموسم 2018.

لا رفع في عدد الحجاج الجزائريين

"كنا نأمل في رفع العدد، لأنه سيزيدنا حظوظاً في أداء مناسك الحج، من خلال القرعة التي ستجرى، شهر مارس/آذار 2018، لكن للأسف فالعدد بقي كما كان، ورغم ذلك أتمنى أن أكون ضمن قائمة الحجاج"، يعلق بن شودار لـ"هاف بوست عربي".

وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية محمد عيسى، أكد في منشور له على صفحته الرسمية على الفيسبوك أن السلطات في السعودية، أجلت رسمياً الرفع في عدد الحجاج الجزائريين لهذه السنة.

وقال محمد عيسى إنه "التقى وزير الحج والعمرة السعودي، الدكتور محمد صالح في 04 يناير/كانون الثاني 2018، لوضع الترتيبات اللازمة لحج الجزائريين".

وكان اللقاء مناسبةً بحسب الوزير "لتبادل التهاني على جودة العلاقات الجزائرية السعودية وعمق مشاعر المحبة التي تجمع الشعبين الشقيقين".

وعن طلب الجزائر رفع حصتها من الحجاج إلى 41.000 حاج عوض 36 ألفاً، كان جواب وزارة الحج والعمرة السعودي، بحسب محمد عيسى، دائماً "هو تأجيل البتّ في الموضوع إلى الأسابيع القادمة".

رغم التطمينات

مع ختام موسم الحج 2017، تلقت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية تطمينات من قبل نظيرتها السعودية، بالرفع في عدد الحجاج الجزائريين بداية من السنة الجارية 2018.

وكشف المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة يوسف عزوزة حينها، بأن الجزائر ستطالب برفع حصتها من الحجاج السنة المقبلة (2018)، وذلك بعد وصول عدد الجزائريين إلى 41 مليون جزائري حسب الإحصاء الأخير.

وقال عزوزة حينها: "عدد الجزائريين قبل الكشف عن الإحصاء الجديد لسكان الجزائر كان 36 مليون نسمة، وحصة الحج بـ36 ألفاً، بعدما كانت في السنوات الماضية في حدود 28.8 ألف حاج، أي ألف لكل مليون مواطن".

وتابع "ننتظر سنة 2018 ونحصل إحصاء عدد السكان بشكل رسمي في الأمم المتحدة، وبعدها ندخل في مفاوضات مع الجانب السعودي".

وبالتالي فحج السنة سيبقى كسابقه بـ36 ألف حاج جزائري، سيؤدون المناسك، حتى وإن بلغت الكثافة السكانية في الجزائر 41 مليون نسمة.

السعودية تنتقم

موقع قناة الجزائرية1، أكد أن رفض السلطات في السعودية رفع أعداد الحجاج الجزائريين، راجع أساساً إلى حادثة الراية الأخيرة التي رفعت في ملعب عين مليلة 400 كلم شرقي الجزائر.

وذكر الموقع، وفقاً لمصدر دبلوماسي -وصفه بالمطلع- بأن السعودية أرادت أن تنتقم من الجزائريين بطريقة خاصة، من خلال رفض طلب الحكومة بالرفع من قائمة الحجاج الجزائريين للسنة الجارية 2018.

وحسب المصدر، فالسعودية تضيّق على إجراءات الحج الجزائري، رغم اعتذار الوزير الأول أحمد أويحيى باسم الشعب الجزائري لرئيس مجلس الشورى السعودي، في آخر زيارة له إلى الجزائر.

وأضاف المصدر "يبدو أن السلطات السعودية لم يكفها الاعتذار، فأرادت الانتقام من الشعب الجزائري، عبر حرمانه من الرفع من عدد حجاجه، معتبراً أن من أساء للملك السعودي هو الشعب الجزائري، لأن مناصري عين مليلة هم جزء من الشعب، و"الراية" هي رسالة تم توجيهها إلى السعودية، وبالتالي لا بد من الانتقام من تلك الإساءة التي لحقت الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وكان أنصار فريق عين مليلة شرقي الجزائر، قد رفعوا بعد قرار ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، صورة للرئيس الأميركي بوجه واحد، نصفه الآخر للعاهل السعودي، وكتب أسفلها "سلمان وترامب وجهان لعملة واحدة".

تسييس للحج

وكان الجزائريون، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، قد صدموا بقرار السعودية رفع الرسوم الخاصة بأداء مناسك العمرة، وهو ما أثار تذمراً واسعاً وسخطاً لهذه المعاملة.
وبلغت الرسوم المضافة على العمرة 2000 ريال سعودي، أي ما يعادل 500 دولار، وبالعملة الوطنية الجزائرية سيدفع المعتمر 80 ألف دينار جزائري إضافية.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة قسنطينة مراد سيق، يعود إلى العلاقات السعودية وبعض الدول، وربط ذلك بما يحدث في إجراءات الحج والعمرة، إلى درجة بات الحج مصنفاً وفق العلاقات مع هذا البلد.

ويقول سيق لهاف بوست عربي: "تابعنا ما حصل بين السعودية والحجاج الإيرانيين، وما تبعه من حادثة التدافع الشهيرة، وليس بعيداً عن اليوم الإجراءات التي اتخذتها السعودية ضد القطريين بسبب الأزمة بين البلدين".

ويضيف الأستاذ "لم يكن مستبعداً إطلاقاً رفض السلطات السعودية رفع أعداد الحجاج الجزائريين، لأن الرد على طلب الجزائر كان موازياً مع الأزمة التي ولدت مع الراية التي رفعها جماهير الكرة ضد قرار ترامب في قضية القدس، رغم أن ذلك أُتبع باعتذار جزائري رسمي".

كل هذه التفاصيل والحسابات لا تعني المواطن الجزائري بن شودار الجودي، ففي نظره يجب ألا يتم ربط الحج باعتباره ركناً من أركان الإسلام بأمور أخرى كما يشرح لهاف بوست عربي "ننوي زيارة ذلك المكان المقدس -مكة والمدينة- لنعبد الله، لا لنهتم بعلاقة دولتين بسبب راية رفعها أنصار كرة القدم".

المصدر: هاف بوست عربي