كانت للملا هادي السبزواري غلة يتولاها بنفسه وزوجته ويخرج منها سهم الزكوات ليقوم بتقسيمها بين الفقراء، وعلاوة على أداء الحقوق الواجبة، ولسنوات طويلة كان يجمع كافة فقراء مدينة سبزوار في ساحة منزله عصر كل يوم خميس، ويقف بنفسه بباب المنزل ويعطي للفقراء أموالاً حسب القابلية.
وفي أواخر شهر صفر من كل عام تقام ثلاثة مجالس للتعزية في منزله يدعو فيها فقراء البلدة، ويرتقي الخطيب المنبر وبعد ختم التعزية يقدم الخبز وماء اللحم، وبعد الانتهاء من تناول الطعام يوزع على كل واحد منهم شيئاً من المال.
وفي أيام شبابه وعندما كان يدرس في مشهد المقدسة باع جميع الدكاكين الموروثة بالتدريج وأنفق أموالها في سبيل الله.
وفي السنوات الأخيرة من حياته وبسبب القحط والضائقة، باع ما كان عنده في سبزوار، وقسمه بين الفقراء والمستحقين.
وكانت الدنيا بنظر هذا الرجل صغيرة لا قيمة لها، ولو لم تكن هذه الآية الشريفة: (وليخش الذين لو تركوا ذرية من خلفهم ضعافا خافوا عليهم) تقطع عليه، لصرف ما كان يملكه في يوم واحد في سبيل رضا الله، ويؤيد هذا الأمر أنه حضره شخص وقال له: إنك درويش فلم أبقيت بعض المال ولم تنفق كله، فقال في جوابه: نعم، صدقت، ولكن ما الحيلة والأطفال ليسوا بدراويش.