نقل المرحوم الاستاذ جلال همائي خلال مقابلة إذاعية القصة التالية :
كنت مع آية الله الحاج الشيخ هاشم القزويني (استاذ السيد السيستاني في مشهد) وهو من كبار أساتذة الحوزة العلمية بمدينة مشهد ندرس فترة شبابنا في أصفهان فذات مرة كنا نتباحث الدرس وإذا بالشيخ قد ساء حاله فافترش الأرض مغما عليه فسارعتُ أطلب له طبيبا ولما حضر الطبيب وفحصه امر بإعطائه ماء محلى بالسكر شرب منه قليلا وفتح عينه فجلس وفتح كتابه مباشرة وهو يسألني : أين وصلنا في البحث ؟ وكأنه لم يحدث له طارئ !
والجدير بالذكر أن الطبيب أشار إليّ من خارج الحجرة فذهبتُ إليه فقال لي : إن إغماء الشيخ كان بسبب شدة الجوع ناوله طعاما في أسرع وقت .
يضيف الاستاذ همائي : ولما حققتُ في أمره علمتُ أنه لم يتذوق طعاما لمدة يومين وذلك لشدة فقره وتعفّفه وعدم إخباره أحدا عن حاله وجوعه .
أقول : إن هذه الحالة من غير إفراط تكون أرضية لنمو طالب العلوم الدينية كي تموت لديه الروح المادية حينما يعاشر الناس في المجتمع فيكون مثالا للروحانيات والمعنويات كما كان بالفعل هذا الشيخ الجليل .
فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله : " ثلاث تورث القسوة : حب النوم , وحب الراحة , وحب الأكل " وعكسه إذن يورث رقّة القلب.