ما يذكر من حكمة اية الله العظمى السيد ابوالحسن الأصفهاني(قده) انه كان هناك مدير لناحية العباسية في الحلة ـ إبان مرجعية السيد أبو الحسن الأصفهاني "ره ـ رجلاً سنيّاً متعصّباً يؤذي الشيعة بلا دليل، فأخبروا السيد المرجع بالأمر وأرادوا منه أن يطالب الوزير بنقل هذا المدير إلى منطقة أخرى.
فارسل السيد أبو الحسن الأصفهاني أحد وكلائه في مدينة الحلة وهو المرحوم السيد محمد السماتي،وطلب منه أن يأتي بمدير تلك الناحية إليه.
فجاء الوكيل إلى العباسية ولاقى احتراماً فائقاً من أهالي تلك الناحية، ثم التقى بمدير المنطقة وقال له: إن السيد أبو الحسن الأصفهاني يحبّ زيارتك له ويريد اللّقاء بك.
فامتنع أوّلاً من الإجابة متعلّلاً بأنه من مذهب سنّي والسيد مرجع شيعي ولا علاقة له به ولكن أخيراً وافق أن يلتقي بالسيد أبو الحسن في مناسبة مقبلة.
فلمّا حان الوقت وجاء إلى السيد أبو الحسن رحّب به السيد كثيراً وأجلسه عنده يتفقّد أحواله ويسأله عن أموره وهو يقول له: إنك مدير ناحية، والناس يتوقّعون منك المساعدة، وطبيعي أن يكون باب دارك مفتوحاً للناس, فكم هو راتبك الشهري؟
أجاب قائلاً: ثمانية عشر ديناراً.
فقال له السيد: إن هذا بالنسبة إليك قليل جداً.
فأجاب: إن هذا هو مرتب الدولة المخصّص لي.
فقام السيد أبو الحسن وأخذ من الدنانير ثمانية عشر ديناراً وقدّمها إليه بتواضع وقال له: هذا راتبك مني في هذا الشهر، وفي الشهور القادمة سأخبر وكيلي في الحلّة بتقديم هذا المبلغ إليك في كل شهر وذلك لكي تلبّي حاجات الناس وترضي مراجعيك.
فبان الخجل على وجه المدير وشكر السيد كثيراً على تفضّله، وعاد إلى العباسية ناحية حكمه وجمع أقرباءه وقال لهم: إنه قد تبيّن لي أن التشيّع هو المذهب الحق، وإني أخبركم وأشهدكم على أني دخلتُ في التشيّع وأريد منكم أن تدخلوا أنتم أيضاً في التشيّع.
فتشيّع جمع من أهالي تلك المنطقة بتشيّعهم وقد تحسّن سلوك المدير تجاه الشيعة بشكل كبير.
وكلّ ذلك من آثار تدبير السيد أبو الحسن الأصفهاني (رحمة الله عليه) وسعة صدره وبعد نظره في التعامل مع الناس وجمع كلمتهم على التقوى.