فرق بيني وبينك كلمة الإسلام والكفر

الثلاثاء 19 ديسمبر 2017 - 13:59 بتوقيت غرينتش
فرق بيني وبينك كلمة الإسلام والكفر

كان المرحوم الشيخ عبد الكريم الزنجاني صديقاً مع أحد شيوخ العشائر العربية الكبار وكان من عادة الشيوخ حسن الضيافة، فكان يستضيف الشيخ الزنجاني في كل عام مرة ويكرمه غاية الاكرام ويزوده بالمال الذي كان يكفيه وطلابه مدّة من السنة.
تكررت السنين والأعوام على هذه الحالة حتى احتل الإنجليز العراق، وإذا بذلك الشيخ -شيخ العشيرة- يتفق مع المحتلين الإنجليز للبقاء على مصالحه.
وفور ما علم الزنجاني بذلك أرسل إلى صديقه الشيخ من يحذّره عاقبة توافقه مع المحتلين الإنجليز، ويطلب منه - بنصيحة وصداقة - فسخ إتفاقه ونقض معاهدته معهم، لانّهم لا وفاء لهم ولا أمان، مذكّراً له بقوله تعالى: (ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النار).
لكن شيخ العشيرة لم يعبأ بالرسالة ولم ينزل إلى ما عرضه عليه الزنجاني.
فكرّر الزنجاني رسالته الى الشيخ وحذّره بقطع علاقاته مــعه وهدم صداقته له، فلم يؤثّر كل ذلك على سلوك الشيخ واتفاقياته، فقاطعه الزنجاني ولم يذهب لضيافة الشيخ كما كان من عادته في كل عام، فكتب إليه شيخ العشيرة يستضيفه ويطلب منه الإغماض عما وقع منه، لكن الأمر حيث لم يكن شخصياً وإنما يرتبط بالإسلام والمسلمين أجابه بالجواب التالي:


فرّق بيني وبينك كلمة الإسلام والكفر.

وهكذا غض الزنجاني (قدس سره) طرفه عن صداقة شيخ العشيرة لأجل الدين، وقطع نظره من تلك المنافع الطائلة لمصالح المسلمين، ولكن شيخ العشيرة هذا حيث لم ينزل لنصح الزنجاني وقع بالتالي فيما حذّره منه من غدر الإنجليز، فقد قتلوه شر قتلة في سجون عميلهم: البهلوي الأوّل في إيران.