يقول المحقق أحمد علي الحلّي (حفظه الله):
لم يترك الشيخ الطهرانيّ (ره) الكتابة والتأليف إلى آخر عمره، فكثيرًا ما قرأ بعضنا تحت مقدّمات ما يكتبه عبارة: (كتبه بيده المرتعشة في مكتبته الجاني الفاني الآقا بزرك الطهرانيّ)، فقد عاش هذا الشيخ خمساً وتسعين سنة، وكانت يده في آخر سنوات عمره الشريف ترتعش، وكان من أجل أن يكتب كتبه ومقالاته يشدُّ القلم بيده لكي لا يسقط منها، وهو يكتب ولا يتوقف عن ذلك.
وقد ذكر الخطيب الشيخ الوائليّ في إحدى محاضراته أنّه رأى ذلك بعينه، كما سمعت من جناب الشيخ شريف كاشف الغطاء ما يشبه ذلك فقال: إنّه كان يمسك يمينه بيساره ويكتب لكي لا ترتعش، وقد شاهد ذلك بعينه.
وممّا حدّثني به العلّامة الشيخ باقر شريف القرشيّ (ت1433هـ) أنه رآه والقلم مشدودٌ بإصبعه وهو واضع يده تحت حنكه ليمسكها من الرعشة في الكتابة.
وما سمعته من السيّد عبد الكريم القزوينيّ الليلة في مجلس السادة آل بحر العلوم (ليلة 25 ربيع الأوّل سنة 1438هـ) أنّه دخل عليه ورآه ـ وهو عبارة عن (كومة لحم)، وقدّر وزنه حينئذ بثلاثين كيلو ـ شادًا خشبة صغيرة عل يده؛ لتوقف رعشةاليد حين الكتابة.
هذا وكان لا يشغله شيء عن عمله في تأليف الذريعة، فقد قال (ره) في تأبينه للشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء: (.. إخواني الكرام: لا أخال أنّ أحداً من النجفيّين وغيرهم لا يعلم بأنّي لم أشترك في أيّ حفل من المحافل والحفلات التي تقام في سائر المناسبات والحوادث العامّة والخاصّة، ولم أقف خطيباً في أيّ نادٍ من الأندية علميّة كانت أم أدبيّة، وذلك لعجزي عن أمثال ذلك أوّلاً، ولاشتغالي بما وقفت نفسي عليه وكرّست حياتي لأجله ثانياً، غير أنّ هول المصاب وعظم الخطب أوقفاني هذا الموقف).
فتعلموا هذه الهمة والاصرار في العمل.